حددت تركيا 4 خطوط حمر إذا تخطت دمشق أيا منها فستواجه برد عسكري تركي سريع. وبين الخطوط موقع داخل سوريا بالذات ولا سلطة لنظام الأسد عليه، وقد تقرع تركيا طبول الحرب وتدخلها إذا ما تعرض للاستهداف العسكري "لأنه قطعة من أرضها في الخارج" مع أنه ليس سوى قبر قرب حلب، وموجود هناك منذ أكثر من 8 قرون.الخطوط الحمر ذكرتها الصحف التركية، ومنها "صباح" التي نشرت في طبعتها الإنكليزية اليوم الاثنين أن الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، من مجلس النواب الأسبوع الماضي ليمنحه صلاحية الرد عسكريا على أي اعتداء من الجانب السوري تضمن 4 خطوط حمر، تلخصها "العربية.نت" بتصرف، وهي: إذا تعرض أي موقع تركي للاعتداء، أو تعرض ضريح سليمان شاه للاعتداء أيضا، أو إذا تسببت سوريا بمتاعب جدية لأي من جيرانها، أو إذا تغيرت الأوضاع بالشمال السوري لصالح حزب العمال الكردستاني.وقالت "صباح" عن الخط الأحمر الثاني "إنه يمثل للحكومة التركية واحدا من أكثر المسائل حساسية" وفق تعبيرها عن الضريح المحتل موقعه 8797 مترا مربعا من هضبة "قرة قوزاك" القريبة من حلب وقريبا 35 كيلو مترا من مدينة الرقة، لذلك جمعت "العربية.نت" معلومات عن القبر الذي قد لا يعرف الكثيرون من أبناء سوريا أنفسهم بأن نظامهم الذي يصف نفسه بمقاوم وممانع لا سلطة له على موقعه بالمرة، بل الموقع أرض محتلة منذ 91 سنة.ويكتبون عن سليمان شاه بأنه خرج ومعه 5 آلاف من عشيرته في 1220 من أواسط آسيا هاربا من غزو المغول واستقر سنوات في منطقة خارج الشرق التركي وبجوار أرمينيا، ثم مضى منها بعد 10 أعوام راحلا إلى غيرها، وحين وصل قرب قرية "جعبر" السورية المجاورة لمدينة الرقة عبر نهر الفرات، ويبدو أنه واجه صعوبات وهو يعبر النهر، فابتلعه اللجج وقضى غرقا، فدفنوه هناك.ثم تابع أحد أبنائه الرحيل، واسمه أرطغرل، فزحف مع فلوله نحو الغرب حيث استقر في 1264 وأسس بالتفاهم مع السلاجقة "إمارة قرة جه طاغ" التي بدأ منها عهدا من الحروب والتوسعات والفتوحات، أكملها من بعده ابنه المؤسس الحقيقي لإمبراطورية عثمانية استمرت 622 عاما، وهو عثمان الأول.يكتبون أيضا أنه بعد قيام الدولة التركية الحديثة وبدء الانتداب الفرنسي على سوريا عقد البلدان "اتفاقية أنقرة" التي اعترفت حكومة الانتداب بموجبها بموقع القبر كتابع للأتراك، ثم أكدت حكومة "المجلس الشعبي الكبير" السورية في 1921 الاتفاقية، ونالت موافقة حكومة الانتداب بعد عامين، ومنذ 1923 والعلم التركي يرفرف هناك بحراسة جنود أتراك، لذلك فإذا تعرض لاعتداء سيليه الرد العسكري السريع من أنقرة، بل قرع طبول الحرب وخوض غمارها إذا تم احتلاله.