دفع التدهور المالي والاقتصادي في إيران إلى إجراء عملية مراجعة عاجلة لتكاليف دعم النظام السوري أدت الى استدعاء طهران عدداً من نخبة "جيش القدس" العاملين في سوريا، في إطار محاولة لضبط النفقات، كما كشفت جريدة "صندي تايمز" اليوم الأحد.ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر استخباراتية غربية تأكيدها أن إيران سحبت 275 عنصراً من الوحدة 400 التابعة لجيش القدس، الذين كانوا يقومون بعمليات سرية داخل سوريا، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسببت بأول اضطرابات من نوعها الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين محتجين وقوات الأمن بالقرب من المصرف المركزي بالعاصمة طهران، وذلك احتجاجاً على التدهور الكبير في العملة المحلية، كما أغلقت العديد من المحال التجارية وسط طهران أبوابها في إطار إضراب احتجاجي عن العمل بسبب تدهور سعر صرف الريال الإيراني أمام العملات الأخرى بعد تشديد العقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران.وتقول المصادر الاستخباراتية إن سحب القوات الإيرانية من سوريا يأتي بعد التحديات غير المتوقعة التي وجد آية الله خامنئي نفسه أمامها بسبب انهيار العملة المحلية "الريال"، وما تلا ذلك من احتجاجات غير متوقعة في شوارع طهران.وتقول المصادر الغربية إن ثمة العديد من الإشارات على تآكل الثروة الإيرانية التي تأتي من بيع النفط، والتي يتم توظيف جزء كبير منها في دعم حزب الله اللبناني ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.ولم يستبعد الأستاذ بجامعة لندن الدكتور ناصر قلاوون، أن يكون الدعم الإيراني للنظام السوري وتكلفة هذا الدعم أحد الأسباب الرئيسية للتدهور الاقتصادي الذي شهدته إيران مؤخراً، وقال قلاوون لـ"العربية.نت" إن "العقوبات الاقتصادية ليست جديدة على إيران، بل هي مستمرة منذ سنوات، والاقتصاد الإيراني لم يشهد مثل هذه الظروف والأوضاع الصعبة التي يعيشها منذ أسابيع، وهو ما يعزز من فرضية أن تكلفة الحرب في سوريا لعبت دوراً في الانهيار الاقتصادي الأخير".لكن قلاوون استدرك قائلاً انه "لا أدلة مادية على ذلك، ولا معلومات حول حجم وطبيعة الدعم المالي المباشر وغير المباشر من إيران للنظام السوري وتكاليفه".وأشار قلاوون الى أن إيران لا تقدم دعماً مالياً رسمياً للنظام السوري عبر البنوك المركزية والقنوات الرسمية، ولذلك فان أغلب الظن أن دعم ايران للنظام السوري يتم عبر وسائل غير مباشرة، مثل الوقود وبعض السلع المهربة.ولفت الخبير الاقتصادي قلاوون في حديثه لـ"العربية نت" إلى أن ثمة العديد من الفواتير الأخرى التي يتحملها الاقتصاد الإيراني وفي مقدمتها "فاتورة حزب الله"، مشيراً الى أن "إيران تشحن سيولة نقدية ضخمة بالطائرات لحزب الله ومنظمات أخرى في المنطقة دون المرور بأي قنوات مصرفية أو بنوك مركزية، ودون تسجيل أية تحويلات مالية"، وهو ما يمكن أن يكون قد ساهم أيضاً في تدهور الاقتصاد الإيراني مؤخراً.