عواصم - (وكالات): كرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال زيارة لألمانيا أن بلاده تحتفظ “بكافة الخيارات على الطاولة” لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وقال باراك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني توماس دي ميزيار “نرى أنه يجب منع إيران من أن تصبح قوة نووية وكافة الخيارات على الطاولة” مضيفاً “أن فكرة أن تصبح إيران تملك السلاح النووي غير مقبولة”. من جانبه، دعا وزير الدفاع الألماني إلى “ضبط النفس سواء في الحرب الكلامية أو المستوى العسكري” مضيفاً أن “تصعيداً للنزاع ستكون انعكاساته لا تحصى ليس فقط على المنطقة بل أيضاً بالنسبة لآخرين وأيضاً على حساب إسرائيل”. وأبدى باراك تشككه الكبير في نجاح المفاوضات التي يفترض أن تستأنف قريباً بين الدول الست وإيران. وقال “بالطبع أنا أرغب في أن أصحو ذات صباح ورؤية أن العقوبات آتت أكلها وأن إيران تعلن تخليها عن برنامجها النووي، لكن للاسف نحن واقعيون وننطلق من مبدأ أن ذلك لن يحصل لنستعد” لكل الاحتمالات. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان ميريدور، إن إيران لديها سلاح نووي “دون أدنى شك،” لافتاً إلى أن طهران تخصب اليورانيوم يوميا، ولديها الآن “أكثر من 5 أطنـــــــــــــــــــــــان منه”. وأضاف أن الإيرانيين يقولون إن “اليورانيوم المخصب هو للاستخدامات السلمية، ولكن وكالة الطاقة التابعة الأمم المتحدة خرجت بتقرير مفصل عن ذلك”. ومضى يقول “نحن نريد إبطاءهم ومنعهم من الوصول إلى هناك، ليس نحن فقط، بل معظم الدول العربية يريدون وقف البرنامج النووي الإيراني، إنهم لا يريدون هيمنة إيران، وكذلك أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية”. واعتبر أن حصول إيران على سلاح نووي “تطور خطير جداً، لأنه سيغير منطقة الشرق الأوسط، وقواعد اللعبة في العالم”، مضيفاً “لديك نظام يعتقد أنه يعرف كلمة الله، ويعمل من أجل الله، ويعلم ما هو الصواب وما هو الخطأ لبقية العالم، ويقول إن إسرائيل لا تملك أي شرعية”. وقال ميريدور إن الرد على إيران هو “عبر التركيز حاليا على العمل الدبلوماسي، فإيران في حاجة إلى العالم، لذلك، فإن فرض عقوبات ذات طابع اقتصادي وطبيعة دبلوماسية سيكون له تأثير”. وعندما سئل عن احتمال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، أجاب ميريدور “إن العالم يريد أن يعرف ذلك، ولكن أعتقد أنه من الخطأ، التحدث عن ذلك، وتذكر الفيلم الأمريكي الشهير الذي يقول إن كنت تريد أن تطلق النار فأطلقها، لا تثرثر كثيرا”. واستدرك المسؤول الإسرائيلي قائلا “نحن في خضم جهد دولي، ومهمة لم يسبق له مثيل، من قبل أمريكا وأوروبا وبلدان أخرى، والعالم العربي، لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، هذا يحتاج إلى تحقيق النجاح”. من جهته، قال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر إن “واشنطن تبحث عن سبل أخرى لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية ويشجعها في ذلك ما تلقاه من مساعدة من كبار شركاء طهران التجاريين”. في المقابل، حث المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي مواطني بلاده في بداية العام الإيراني الجديد على شراء السلع المنتجة محلياً للتغلب على العقوبات التجارية المتصاعدة التي يفرضها الغرب على البلاد. وحذر في خطاب أذاعه التلفزيون من أن “بلاده سترد على أي هجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة يستهدف برنامجها النووي” المثير للجدل. من جهة أخرى، قال مصدر في وزارة الاقتصاد في كوريا الجنوبية إن سيول وواشنطن ستعقدان جولة أخرى من المحادثات الرسمية “قريبا” لمناقشة إجراء تخفيضات في واردات كوريا الجنوبية الكبيرة من النفط الإيراني. وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن مفاوضات جارية لإعفاء تركيا من الالتزام بعقوبات حليفها الأمريكي التي تستهدف إيران. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن يلدز قوله إن “مفاوضات جارية حالياً على مستوى المؤسسات”. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إعفاء 11 بلداً منها 10 بلــــــــــــــدان أوروبيـــــــــــــــة واليابان، من العقوبات الجديدة على إيران في إطار الضغوط في ملف برنامج طهران النووي المثير للجدل. لكن تركيا، التي تشتري كميات كبيرة من النفط والغاز الإيراني، غير مدرجة بين هذه الدول. وأعلنت اليابان أنها ستواصل خفض وارداتها من النفط الإيراني “بشكل كبير”، مشيدة بقرار الولايات المتحدة إعفائها من العقوبات الجديدة التي تؤثر سلباً على القيام بتعاملات تجارية مع إيران سبب برنامجها النووي. من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة البرلمانية للسياسية الخارجية والأمن القومي علاء الدين بوروجردي أن قرار الولايات المتحدة إعفاء 11 دولة من تطبيق عقوبات أمريكية جديدة على إيران يشكل “تراجعاً” لواشنطن. واعتبر أن القرار ناجم عن قلق الولايات المتحدة حيال “ارتفاع أسعار النفط الذي أثّر على الاقتصادات الغربية المترنحة”. ويهدد قانون أمريكي جديد يدخل حيز التنفيذ قريباً بمعاقبة المؤسسات المالية التي لها علاقات مع البنك المركزي الإيراني الذي يدير تجارة النفط. ومن الدول التي أعفتها الولايات المتحدة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واليابان. والإعفاء شمل دولاً قلّصت حجم وارداتها من النفط الإيراني إلى حد كبير، كما أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.