دعت البحرين في كلمة بمؤتمر حوار التعاون الآسيوي إلى إقامة تكتل اقتصادي آسيوي يحقق الأمن الاقتصادي والمستقبل المزدهر لشعوب القارة، مؤكدة أن التكتلات الاقتصادية الكبرى هي الوحيدة القادرة على تحقيق هذه الأهداف والتحديات.وألقى كلمة البحرين في المؤتمر المنعقد بالكويت، سمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى.وفيما يلي نص الكلمة:بسم الله الرحمن الرحيمصاحب السمو الأخ العزيز الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس المؤتمر حفظه الله ،معالي رئيسة وزراء مملكة تايلند الموقرة المنسق العام لحوار التعاون الآسيوي،الحضور الكرام ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، بدايةً .. نتقدم بالشكر والتقدير إلى سموكم بالدعوة الكريمة لمؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي انطلاقا من إيمانكم بالأهمية المتزايدة لهذا المؤتمر في تعزيز التفاهم والتكامل والتضامن بين دولنا في ظل الظروف الاقتصادية والمتغيرات الدولية التي لسنا بمعزل عن آثارها وتداعياتها دولا وشعوب ، وإننا لنأمل أن يحقق هذا المؤتمر الهدف الذي أنشئ من أجله لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا ، كما لا يفوتنا في هذا المقام الترحيب بانضمام جمهورية أفغانستان الإسلامية الشقيقة لهذا الحوار.صاحب السمو ،الحضور الكرام ,إن الأمن الاقتصادي والمستقبل المزدهر لشعوب القارة هو الهدف الذي سيبقى ماثلا أمامنا وتحديا لابد أن ننجح فيه ، ووحدها التكتلات الاقتصادية الكبرى هي التي تستطيع إن تحقق ذلك وتحافظ عليه ، ولا شك أن لدينا كل أسباب التفاؤل بإمكانية المضي قدما في هذا الاتجاه , معربين عن اعتزاز مملكة البحرين بعضويتها في هذا المؤتمر ، وبأنها من أوائل الدول التي أسهمت في تأسيسه عام 2002م ، حيث تتمتع القارة الآسيوية بحصاد وافر من الثروات والموارد الطبيعية فضلاً عن كونها القارة الأكثر سكاناً والأوسع مساحة على مستوى العالم . ولهذا لم يكن مستغرباً أن تكون هذه القارة قاطرة للنمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار وسلامة النظام المالي العالمي خاصة خلال الفترة التي شهدت ذروة اشتداد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وعليه فمن الواجب علينا أن نحشد كل وسائل تعزيز التعاون الاقتصادي وتيسير حركة التبادل التجاري ومجالات الطاقة سواء فيما بين الهياكل الاقتصادية المتقدمة أو بين هذه الهياكل وتلك التي مازالت في المراحل الأولى للعمل التنموي، وذلك من خلال رصد المشاريع المشتركة القائمة وتحديد كيفية النهوض بها وتطويرها وتعيين القطاعات التي تمثل آفاقاً واعدة للاستثمار المشترك. كما يسعدني في هذا السياق، أن أشيد بمبادرة أخي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بالدعوة إلى حشد موارد مالية بمقدار (2) مليار دولار أمريكي في برنامج لتمويل المشاريع الإنمائية في الدول الآسيوية غير العربية، وبمساهمة دولة الكويت بمبلغ ??? مليون دولار أمريكي في ذلك البرنامج، الأمر الذي سيدعم عملنا المشترك .الحضور الكرام ,إذا كنا نتحدث عن الدور الآسيوي المشهود في تحقيق معدلات إيجابية للنمو الاقتصادي ومن ثم دفع عجلة النمو على المستوى العالمي ، فعلينا أن نستذكر أن أحد الروافد الأساسية لهذا الإنجاز يتمثل في رسوخ ثقافة العمل في القارة في مختلف المجالات، فالثروة الحقيقية التي تعلو على كل الثروات هي كل يد تعمل وكل جهد يبذل أياً كان القطاع وأياً كانت الوسائل والإمكانات. ومن هنا علينا تكثيف الاهتمام برفع كفاءة العنصر البشري باعتباره الركيزة الأولى لأي عمل تنموي ، وذلك من خلال التركيز على تعزيز التعاون في مجال التدريب وصياغة برامج تأهيلية متخصصة تنمي مهارات العاملين وتوسع دوائر معارفهم وخبراتهم .ونود هنا أن ننوه بما حققته مملكة البحرين من نتائج إيجابية في ميدان مواجهة مشكلة البطالة وحصرها في نسبة لا تتجاوز 4% ، وذلك من خلال تبني عدد من السياسات والبرامج التي ساهمت بصورة مباشرة في تحقيق هذه النتائج . ومع ذلك فإن توفير المزيد من فرص العمل ذات النوعية العالية والمردود المتميز يظل يمثل أحد التحديات الأساسية التي تواجه مختلف دول العالم أياً كانت طبيعة وضعها الاقتصادي ، ومن هنا فإن تعزيز التعاون الدولي واستكشاف آفاق جديدة للاستثمار المشترك يمثلان أداة حيوية لإيجاد فرص عمل جديدة ومتميزة تعزز من الجهود التي تبذل على مستوى كل دولة على حدة وتضيف إليها زخماً جديداً وعائداً مضاعفاً .وعلى مستوى هذا المؤتمر القاري الهام فإن علينا أن نستذكر أنه على الرغم من أهمية التعاون الثنائي بين الدول الأعضاء يتعين ألا نغفل ضرورة تعزيز التعاون على المستوى الإقليمي بين التكتلات والمجموعات الاقتصادية القائمة في القارة الآسيوية ومنها بطبيعة الحال مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تعتز مملكة البحرين بالانتماء إليه، بحيث يكون مؤتمر حوار التعاون الآسيوي الإطار العام الذي تمتد في نطاقه جسور التواصل والتفاعل والعمل المشترك بين هذه التكتلات على نحو ينعكس إيجابياً على كافة مواطني وشعوب القارة ويفتح لهم مسارات لحاضر مثمر وغد أكثر إشراقاً بإذن الله .ختاما .. نتوجه بالشكر الجزيل مرة أخرى لأخينا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على دعوته لهذا المؤتمر ولحكومة وشعب دولة الكويت على حسن التنظيم والاستضافة ، متمنين أن يحقق اجتماعنا هذا ما تتطلع إليه دول وشعوب قارتنا الأسيوية من تعاون مثمر في جميع المجالات ، متطلعين إلى قمتنا القادمة في مملكة تايلند الصديقة إن شاء الله .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .