قال تقرير صادر عن شبكة الأمن والعلاقات الدولية التابعة للمعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيورخ إن معدل استهلاك النفط الحالي سيؤدي إلى نضوبه بعد 47 عاماً، حيث استشهد في ذلك ببيانات منظمة أوبك حول مخزون الذهب الأسود الذي لا يتجاوز 1500 مليار برميل أكثر من نصفها في الشرق الأوسط وفنزويلا والنسبة الباقية موزعة على أكثر من منطقة جغرافية.في المقابل، وجد التقرير أن احتياطات الغاز الطبيعي تقف عند حدود 190 تريليون متر مكعب، معظمها أيضاً في منطقة الشرق الأوسط لتبقى مزوداً رئيسياً ومهماً له مع احتفاظ روسيا بربع هذا الاحتياطي الطبيعي على مستوى العالم ليصبح الغاز الطبيعي ذا أهمية جغرافية سياسية كبرى، بحسب صحيفة "الرياض" السعودية.وذكر أن أهمية الشرق الأوسط لا تتمثل فقط في احتوائه على مخزوني النفط والغاز الطبيعي فقط، بل لأن مسارات نقل النفط تمر بشكل أساسي عبر دول المنطقة. وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى مرور 17 مليون برميل يومياً عبر مضيق هرمز تليه في الأهمية كل من قناة السويس ومضيق باب المندب بنقل 3.8 ملايين و3.4 ملايين برميل عبر كل منهما على التوالي، وفق بيانات عام 2011.ويرصد التقرير ارتفاع معدلات نقل النفط عبر تلك المنافذ في الفترة ما بين عامي 2007 و2011، بوتيرة متصاعدة، مقارنة بمعابر بحرية أخرى مثل قناة بنما وبحر الشمال ومضيق البوسفور.وأكد أن تلك البيانات توضح الأهمية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي في تأمين إمدادات الطاقة للعالم بأسره وسط المتغيرات السياسية التي تحيط بالعالم الآن.وأوضح أن أي تعطيل لشحن النفط عبر أي من المنافذ البحرية الثلاثة سوف يكون له تأثير عميق على إمدادات الطاقة العالمية والأسواق.في الوقت ذاته، سيؤدي البحث عن طرق نقل بديلة إلى ارتفاع سعر النفط بل قد تكون تلك الطرق البديلة غير عملية في بعض الأحيان وغير آمنة لاحتمال تعرض الناقلات لهجمات القرصنة الإرهابية.ويشير التقرير في هذا الصدد إلى صعود روسيا على الساحة السياسية الدولية بالتزامن مع أهمية الغاز الطبيعي الاستراتيجية بعد الزيادة العامة في تجارته في السنوات الأخيرة نتيجة انخفاض تكاليف نقله.ولفت التقرير إلى أن كلاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً أخرى عديدة تدرك حجم المخاطر تلك للحساسية الجغرافية والسياسية لمنابع الطاقة، ولذا فهي تواصل سعيها إلى تنويع مصادر الطاقة كوسيلة للحد من اعتمادها على هذه المناطق.ويرى أن استكشاف موارد الطاقة غير التقليدية وتطويرها سيكون لهما تأثير عميق على التحول في أسواق الطاقة، لا سيما أن تلك المصادر غير التقليدية للطاقة ستكون أقرب إلى أسواق أكبر المستهلكين.ويرى التقرير أن طريق الوصول إلى طاقة بديلة لا يزال محفوفاً بالعديد من التحديات، منها على سبيل المثال الحاجة إلى المياه والطاقة لإنتاج المزيد من الطاقة من موارد غير تقليدية.وشدد على ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى التحذيرات التي أطلقها خبراء البيئة من المخاطر المتوقعة نتيجة الإفراط في هذا المنحى بشكل محسوب.