كتب - فاروق ألبي:أكد خبراء في القطاع السياحي أن الخطة التطويرية التي أعلنت عنها الجهات المعنيَّة، لتطوير كورنيش الفاتح البالغ كلفته 3 ملايين دينار لا تكفي لتأهيله سياحياً، موضحين أن هذا المبلغ بحاجة 7 ملايين إضافية لاستقطاب المزيد من السوَّاح.وأضافوا أن هذا الموقع يجب أن يؤَّهل بالصورة المناسبة ما يؤدي إلى تحقيق التنمية من جهة، إلى جانب جذب الزوار الخليجيين والأجانب من جهة أخرى، مؤكدين أن مبلغ الـ3 ملايين دينار لا تكفي وخصوصاً أن المشروع تعطَّل لأعوام عِدَّة.وبيَّنوا أن الإعلان مؤخراً عن تخصيص 3 ملايين دينار لتطوير كورنيش الفاتح يكفي فقط لتطوير 30% من إجمالي المشروع، منتقدين تأخر إحياء المشروع لأعوام عدَّة.الحاجة لمبالغ إضافيةوقالوا في تصريحات لـ»الوطن»، إن تأهيل موقع المشروع بحاجة إلى مبالغ لا تقل عن 10 ملايين دينار، خصوصاً أنه يتميز بموقع فريد من نوعه، داعين إلى ضخ مبالغ إضافية للارتقاء بمستوى المشروع.يشار إلى أن جهات رسمية أكدت في تصريحات سابقة، أنه سيتم إزالة جميع المقاهي والمحال والمطاعم بكورنيش الفاتح لإقامة مشروع تطوير كورنيش الفاتح، وسيتم إعادة بناء الواجهة الأمامية للبحر لعدم حجب منظر الشاطئ.وتم تقدير كلفة المشروع بـ 3 ملايين دينار، حيث يشمل بناء المقاهي، ممشى، مناطق ترفيهية، فنادق، مطاعم، مواقف مجانية للسيارات، ملاعب كرة قدم وأكشاك، إضافة إلى تطوير «الفرضة» الموجودة في الكورنيش بالقرب من النادي البحري ليتم تخصيصها للصيادين الهواة.وذكروا أن السياحة البحرية العامة معدومة في البحرين وبالتالي يتوجب على الجهات ذات العلاقة بتطوير تلك المواقع، بما فيها كورنيش الفاتح بالشكل الذي يليق بالمملكة، داعين إلى أهمية تشييد فنادق ومطاعم ومقاهي ومواقف سيارات حديثة ومتطورة.وشدَّدوا على ضرورة إنجاز المشروع على عدة مراحل لضمان عدم حرمان مرتادي الساحل الحاليين الاستفادة من خدماته وعدم تكبد المؤسسات القائمة حالياً خسائر مالية تفوق طاقتهم. المشروع ينتظر التأهيل بالكاملوقال الخبير السياحي، عبدالله الكبيسي، إن فكرة تطوير كورنيش الفاتح تعتبر جيدة، إلا أن الاستراتيجية المعمول عليها لا تتناسب وقيمة الموقع الذي يعتبر من المواقع السياحية المهملة منذ أعوام، موضحاً أن تنفيذ المشروعات في هذا الموقع الهام بحاجة 10 ملايين دينار.وبيَّن الكبيسي أن رصد مبلغ 3 ملايين دينار لا يكفي لتنفيذ 30% من المشرع المعلن عنه مؤخراً، خاصة وأن كورنيش الفاتح بحاجة لإعادة إعمار جديدة بالكامل وليس ترميماً للموقع.وطالب في الوقت ذاته، بتدخل الحكومة للنظر في كيفية تطوير الكورنيش خاصة في ظل الاهتمام الدائم والمتواصل من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في تطوير قطاع السياحة وغيرها من القطاعات الحيوية في البحرين، ما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي.وأضاف الكبيسي، أن المواطن بحاجة ماسة إلى مشروعات سياحية ترفيهية وفق أعلى المستويات مقارنة بدول الجوار التي تتميز بسياحة ترفيهية عالمية، ودعا الكبيسي إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص المحلي مع نظيره الحكومي في وضع الرؤى المناسبة والدعم المادي لتطوير السياحة العائلية البحرينية التي ستوفِّر فرص وظيفية للمواطنين.بدوره، وصف رجل الأعمال والخبير السياحي، أكرم مكناس، تخصيص مبلغ 3 ملايين دينار لتطوير كورنيش الفاتح بغير المجزي، خصوصاً أن القطاع السياحي في البحرين يفتقد لرسم خريطة مناسبة للسياحة البحرية والترفيهية، مبيناً أن تطوير كورنيش الفاتح يتطلب مبالغ تتراوح ما بين 7-10 ملايين دينار لتكون في أفضل حالاتها.وأكد مكناس أن الموقع لن يكون متكاملاً في ظل ضعف قيمة المشروع ولن يرقى إلى المستوى المطلوب الذي يترقبه الشارع البحريني خاصة أن الموقع متميز لتنفيذ مشروعات سياحية حيوية، واصفاً ما سيتم العمل به بأنه «إنصاف للحلول» لا أكثر، بحسب قوله.الحاجة لحلول جذرية وأوضح مكناس، أن وضع السواحل العامة يتطلب تدخل الجهات العليا، من أجل وضع حلول جذرية لتطويرها، مبيناً في الوقت عينه أن تأهيل كورنيش الفاتح يتطلب بناء المنتجعات والفنادق والمقاهي والمطاعم بأحدث المستويات، إلى جانب الاستفادة من واجهة البحر في تنظيم رحلات داخلية في سواحل البحرين.وأكد أن تأهيل القطاع السياحي سيساهم في جلب أموالٍ كثيرة ما سيؤدي بالتالي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية، مطالباً في الوقت عينه بعدم التأخر في تنفيذ المشروعات السياحية.يذكر أن تأخر تطوير كورنيش الفاتح - والذي من المحتمل أن يتواصل هذا المسلسل حتى مع إطلاق تنفيذ المشروع نهاية العام الجاري - أدى بشكل كبير إلى تراجع البنية التحتية للكورنيش خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.من جهته قال رجل الأعمال عبدالحكيم الشمري، إن السواحل والمنتجعات العامة تحتل مكانة خاصة وأهمية قصوى بهدف تشجيع السياحة، مبيناً أن تطوير كورنيش الفاتح يتطلب جهوداً كبيرة ليكون صرحاً سياحياً متكاملاً.وبين الشمري، أن الساحل الشرقي للمنامة يُعدُّ موقعاً استراتيجياً يخدم أكبر تجمع سكاني بالمملكة ويقع في أحد الشوارع الرئيسة بالمملكة، ما يتطلب معه إقامة مشروع جمالي يرقى لتطلعات الزوار.ودعا وزارة البلديات والتخطيط العمراني، إلى توفير مساحات كافية لمواقف السيارات، ومواقع للرياضات المائية والرحلات البحرية حتى يتمكَّن مرتادو الموقع الاستمتاع بمرافقه دون أي نقص بالخدمات.