كتبت – إيمان الخاجة: اختار مجموعة من الشباب البحريني الإيجابية والتفاؤل طريقاً يسيرون فيه، ويضعون بصماتهم في العمل التطوعي من خلال مساعدة الآخرين وخدمتهم، ومن هنا انطلق أفراد فريق حياتي إيجابية ليدخلوا مفهوم الإيجابية في كل بيت خليجي، وليساهموا في التفاعل الإيجابي في المجتمع العالمي والمحافظة على وقت الأفراد واستغلاله بما هو نافع لهم ولمجتمعهم، والمساهمة في تحسين سلوكهم وتحفيزهم ودعمهم لحمل لواء الإيجابية ونشرها.ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وحيرة الأسر المتعففة حول كيفية توفير ملابس العيد لصغارها، ولدت فكرة «عيَد بإيجابية» وفكرة مشروع كسوة العيد التي توفر بدورها الملابس والكوبونات للأطفال والأسر المتعففة.وحول فريق حياتي إيجابية تحدثنا المنسقة العامة لمبادرة حياتي إيجابية الشابة هيا العامر قائلة: حياتي إيجابية هو فريق تطوعي شبابي، تأسس بشكل رسمي في عام 2012 وانطلق من البحرين وفي السعودية أيضاً بدعم من جامعة الملك سعود في السعودية، يقوم بعمل البرامج والمشاريع الخيرية التطوعية بأفكار إبداعية و ابتكارية، ومن أبرز مشاريع الفريق مشروع الحياة الكريمة ومشروع الحياة الطيبة، ونقوم في مشروع الحياة الطيبة بتكريم بعض أفراد المجتمع ممن لديهم ظروف حياتية صعبة، ولم توقفهم هذه الظروف عن عمل الخير، ومن هذه الشخصيات المعاقون وكبار السن، فحتى لو كانت الأعمال بسيطة، يكفي أن الشخص قام بعمل الخير بطريقة تناسبه وتناسب ظروفه، فمن النماذج التي كرمناها رجل مسن يقوم بإطعام الطيور والحمام بالقرب من منزله كل يوم منذ01 سنوات، وعند التكريم نقوم نحن متطوعي الفريق بالذهاب لزيارة الشخص في منزله ويرافقنا ضيف شرف كمحافظ المنطقة أو داعية أو شخصية معروفة، لنشعر هذا الإنسان المكرم بأهميته وبأن ما يقدمه يعد أمراً مهماً وكبيراً، وذلك من أجل تشجيعه وتشجيع البقية على عمل الخير، وتم حالياً تكريم أكثر من 25 شخصاً في البحرين والسعودية. وتضيف العامر قائلة: أما مشروع الحياة الكريمة فهو يهدف لتوفير الحياة الكريمة التي يريدها كل إنسان، ويقوم بتكريم عمال النظافة والاحتفاء بهم، ويتم المشروع عبر زيارة عمال النظافة في أماكنهم وعمل فعالية هناك إلى جانب مبادلة الأدوار بأن يقوم المتطوعون بتأدية مهمة العامل بعدد من الساعات وتركه يرتاح وتجربة عمله. ملابس العيد أما مشروع كسوة العيد فتشير هيا العامر إلى أنه لم يكن ضمن المشاريع المدرجة في الخطة، بل كان من ضمن خطة الفريق السعودي، ولكن بعد التشاور قررنا تطبيقه في البحرين، وتم وضع الخطط وبفضل من رب العالمين تيسرت الأمور، خرجت الفكرة في أول اسبوع من رمضان وفي الأسبوع الثاني تم العمل وترتيب الخطة والبحث عن آلية العمل، فهذا النشاط يعتبر أول ظهور لفريق حياتي ايجابية أمام الناس وأول تعامل مباشر، ولله الحمد تم الحصول على قاعة مجانية وتم الإعلان عبر الوسائل المسجات ومواقع التواصل الاجتماعي عن المشروع وبدء استقبال الملابس، وخلال هذه الفترة قام حياتي ايجابية بالتعاون مع مجموعة شجرة الخير إذ كان لديهم مشروع (ملابسك القديمة استبدلها حسناتك) حيث رحبوا بالتعاون والفكرة، وتم الاتفاق على قيام حياتي إيجابية بجمع الملابس وفرزها وإعطائها لمجموعة شجرة الخير التي ستقوم بعمل معرض للأسر المتعففة لاختيار الملابس.ورغم أن الفكرة كانت مستحدثة، فكان من المفترض أن تتم عملية جمع الملابس في يومين، وهنا حدث مالم يخطر على بال أحد، تقول العامر: خلال هذين اليومين صعقنا من كم الملابس التي وصلت لنا وحب الناس للخير، فلم نكن نتوقع هذا العدد الكبير من الملابس، توقعنا أننا سنستلم عدد قليل ونجهزهم ونسلمهم لمعرض شجرة الخير، لا أبالغ إن قلت وصلتنا الملايين الملابس، في البداية جهزنا حوالي 50 كارتون يحتوي كل منهم على ملابس مسفطة وموضوعة كل قطعة في أكياس بطريقة مرتبة وكل كيس وكارتون مكتوب عليه مواصفات الملابس، ولكن مع الأيام فقدنا السيطرة على كم الملابس فقمنا بإرسال مسجات نطلب التطوع لمن يستطيع، ووصل العدد من 15 متطوعة إلى 155 متطوعة من مختلف الأعمار، فبدأت عملية الفرز والترتيب، ولكننا مازلنا لانعرف كيفية التصرف بهذا الكم الهائل من الملابس، رغم أننا نوصل كمية كبيرة إلى معرض شجرة الخير في مدينة حمد، لذا قررنا أن نقوم بعمل معرض لأهالي المحرق، وبدأنا التجهيز له في يومين وكانت فكرته أن يكون مجاناً وتمت دعوة جميع الأسر المتعففة للحضور، ورغم حرصنا على أن يكون كل شيء منظماً، إلا أن السلبية التي واجهناها هي ترك الملابس بالمجان، مما جعل البعض لا يأخذ حاجته وينصرف، بل يأخذ الملابس من على الطاولة كلها بشكل جنوني غير مكترث بغيره ممن سيأتي لاحقاً وهو بحاجة أيضاً لهذه الملابس، وهذه سلبية تعلمنا منها للمرات القادمة كما تعلمنا أهمية فصل الملابس القديمة عن الجديدة، وخلال أيام المعرض بعد أن شاهدنا هذه الأعداد الهائلة قمنا بتسجيل بيانات الأسر التي لم تحصل على ملابس أو لم تتمكن من الدخول، وقمنا لاحقاً بزيارتها وإهدائها بعض الملابس، وكوبونات للشراء من إحدى المحلات في مشروع (عيَد بإيجابية) حيث قمنا بتحويل أموال التبرعات التي حصلنا عليها في فترة جمع الملابس إلى كوبونات للملابس. تعاون وإقبالوحول تقبل الناس للمشروع تقول: لاقى المشروع القبول والدعم من الكثير، هناك محلات تبرعت لنا وأخرى ساعدتنا في توفير الأكياس والكوارتين أو المواصلات، فكل الشكر والتقدير لمحلات كوتن كاندي، أسواق المنتزة، شركة الجامع، اياد عبدالغفار العلوي، وقاعة بن دينة وقاعة جمعية الإصلاح على تعاونهم الكبير، والبركة في الفريق الكبير، وبفضل من الله تم توزيع الملابس على أكثر من 160 أسرة، هذا عدا الملابس والكوبونات التي أخذت لمعرض شجرة الخير. وفي ختام حديثها توجه هيا العامر كلمة قائلة: كما نملك ايتيكيت في الأكل والمشي، يجب أن نملك اتيكيت التبرع، ويجب أن تكون تبرعاتنا بحالة جيدة ومرتبة، على الإنسان أن يضع في باله عند التبرع أنه لا يعطي الفضل للمحتاج، بل هو نفسه محتاج لرحمة رب العالمين وفضله وتنفيس الكرب عنه من خلف الصدقة، والمتعفف محتاج لهذه الصدق، فمن أخرج الصدقة سينساها مع الوقت ولكن رب العالمين لا ينساها، وكما أننا جهزها حاجياتنا للعيد، علينا أن نعمل على وضع ملابس في خزانات غير خزائننا قد لا توجد بها ملابس، وهذا أمر نفتخر به جميعاً. الجنود المخفية وسط الملابسووسط كم الملابس والفرز، التقينا بأصغر متطوعة كانت متواجدة هناك، الطفلة فاطمة راشد (10 سنوات) التي تتحدث عن عملها وتجربتها وتقول: قدمت إلى لأحصل على الأجر من رب العالمي، فأنا أرتب الملابس وأجهزها للأسر المتعففة و أشعر بشعور عجيب وأنا فرحة جداً، ومشاركتي هذه ليست الأولى، إذ شاركت مع الفريق في مشروع كسوة العيد في شهر رمضان وأشارك في هذا العيد أيضاً، و تعلمت من هذا المشروع أهمية مساعدة المحتاج، فالكل يريد العيش بحياة كريمة، وعلى الناس أن تتصدقوا بطريقة جميلة فالمحتاج في النهاية هو إنسان مثلنا.ومن جهة أخرى كانت الشابة فداء ابراهيم (22 سنة ) تدخل الملابس في الكارتون الخاص، وتقول: هذه ثاني مشاركة في مشروع كسوة العيد بعد كسوة العيد في الفطر، وآعتبر هذه التجربة متميزة بالنسبة لي، فهي من المتبرع إلى المحتاج بشكل مباشر، فقد نجد جميعنا أن هذه الملابس عادية، لكن الإنسان المحتاج يجدها مختلفة و يفرح بها، وهذا الشعور لمسته في المعرض، ومشروع كسوة العيد أشعرني بقيمة الأشياء التي أمتلها وما يمكن أن لا التفت له، قد يلتفت له غيري.
Variety
فريق «حياتي إيجابية» يجهز ملابس العيد لتوزيعها على الأسر المتعففة
20 أكتوبر 2012