اتهم الزعيم اللبناني السني المعارض لسوريا سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير وقع الجمعة شرق بيروت.وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري رداً على سؤال عمن يتهم في اغتيال الحسن بالقول "بشار حافظ الأسد"، وذلك في اتصال هاتفي مع قناة "المستقبل" التلفزيونية.وأضاف أن الحسن "كان صمام أمان للبنانيين"، معتبرا أنه "كان يشكل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان".وتابع "إن من اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار".ويعد الحسن، أحد كبار الضباط السنة، مقربا من رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي يتزعم قوى 14 آذار المعارضة لسوريا.وينسب إليه الدور الأساسي في كشف مخطط لتفجيرات في عدد من المناطق، اتهم القضاء اللبناني بالوقوف وراءها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الذي أوقفه فرع المعلومات في سبتمبر الماضي.من جهته، قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لوكالة فرانس برس "اتهم علنا بشار الأسد ونظامه بقتل وسام الحسن"، مضيفاً "النظام السوري خبير في الاغتيال السياسي ويجب أن يكون ردنا سياسيا".وتابع جنبلاط "يجب الاستمرار في النضال السياسي والمواجهة وعدم الاندفاع في المواجهات الداخلية، لأن (بشار الأسد) الذي يحرق سوريا والذي هو جزار دمشق، لن يكترث إذا ما احترق لبنان".واغتيل الحسن بانفجار سيارة مفخخة استهدفه الجمعة في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية، أدى بحسب مصدر حكومي إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم الحسن وسائقه، وإصابة 86 آخرين بجروح.من جهته قال سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض، إن الحسن كان حذرا في تنقلاته التي ترافقها "إجراءات أمنية مشددة"، مشيرا إلى أنه كان سبق أن أرسل زوجته وولديه للإقامة في باريس "لعلمه بأنه كان مستهدفاً".وقال جعجع: "يمكنهم قتل واحد اثنين ثلاثة، لكن لا يمكنهم قتل شعب. نحن مستمرون". وعما إذا كان يتهم النظام السوري بالوقوف وراء الاغتيال قال: "من يمكن أن يكون؟ منذ 2005 عشرات عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال كلها ضد (قوى) 14 آذار (المعارضة لسوريا). من؟ قولوا لي من؟".وأدى فرع المعلومات دوراً في التحقيق في سلسلة من الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسوريا بين العامين 2005 و2008، أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005. وتتهم المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف هذه الاغتيالات.وسبق لضباط كبار في الفرع أن استهدفوا بتفجيرات، آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في يناير 2008 ويعزى إليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الأرقام الهاتفية التي يعتقد أن حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال رفيق الحريري.وندد حزب الله الشيعي اللبناني أبرز حلفاء النظام السوري في لبنان بالجريمة، داعيا إلى "بذل كل الجهود المتاحة لكشف منفذي (الاعتداء) وقطع اليد التي تريد أن تعبث بأمن الوطن والمواطن".ووجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاتهام إلى اربعة عناصر في حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري.من جهته، دعا المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد الذي جمعته بالحسن علاقة متوترة أساسها تحميل الأول للثاني مسؤولية سجنه أربع سنوات لدوره المفترض في جريمة اغتيال الحريري، إلى "تحقيق جدي من دون استثمار سياسي" للوصول إلى المسؤولين عن عملية اغتيال الحسن التي دانها.وقال لوكالة فرانس برس "كان ثمة مشكلة بيننا، لكن أتمنى أن يتوصل الأمن اللبناني الى كشف الفاعلين". واعتبر ردا على سؤال عن اتهام المعارضة اللبنانية لسوريا بالوقوف وراء الجريمة، أن هذا "اتهام سياسي ويجب ترك التحقيق يأخذ مجراه من دون تكرار ما حصل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".