عبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن قلقه إزاء ما اسماه "الشكل الجديد من العنف ضد الإسلام" في فرنسا وذلك بعد اقتحام مسيحيين متطرفين لمسجد تحت الإنشاء في ضاحية بواتييه بوسط فرنسا.وأدان المجلس الذي يعد أعلى سلطة إسلامية في فرنسا، في بيان صحفي اليوم السبت، بأشد العبارات عملية الاقتحام هذه.. ووصفها بـ"الخطيرة والبربرية وغير القانونية، لاسيما الشعارات المعادية للإسلام والمسلمين التي استخدمها النشطاء والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ بلدنا".كما اعرب المجلس عن "قلقه العميق إزاء هذا الشكل الجديد من العنف ضد الإسلام والذي يدل مرة أخرى على استعداد هذه الفصائل أن تهدد العيش معا وتماسكنا الوطني من خلال تشجيع الكراهية والانقسام".وكان نحو 70 شخصا من المسيحيين المتطرفين قد احتلوا لبعض ساعات صباح السبت ورشة بناء مسجد في مدينة بواتييه، وسط البلاد، وكتبوا على لافتة "جيل الهوية".وكتبوا على موقعهم الإلكترونى "منذ بناء المسجد الكبير فى بواتييه، وجيل الهوية يدعو الى استعادة ما تم الاستيلاء عليه"، مضيفين انه "قبل 1300 عام تقريبا، كان شارل مارتل يعتقل العرب فى بواتييه".وأعلنت مصادر شرطية أن مجموعة من الشباب اقتحموا المتطرف أعمال تشييد المسجد ووضعوا على السطح لافتات تحمل "نحن جيل الهوية، لا نريد المزيد من المهاجرين من خارج أوروبا ولا نريد تشييد المزيد من المساجد على الأراضي الفرنسية".وتمكنت قوات الأمن الفرنسية من إخلاء المسجد بالكامل من المتطرفين قبل أن تفتح النيابة تحقيقا جنائيا وتحتجز ثلاثة أشخاص من بينهم.وظهرا، وافق المتطرفين على مغادرة المكان. وأعلن مساعد رئيس دائرة الشرطة رشيد قاسى لوكالة فرانس برس حوالى الظهر "أنهم يغادرون، رئيس الدائرة تفاوض معهم".وفى اتصال هاتفى، أكد المتحدث باسم المسيحيين المتطرفين داميان ريو أن أعضاء مجموعته يتوجهون "بهدوء نحو المخرج" بعد "التفاوض".وفى بيان، ندد وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس ب"تحريض على الحقد غير مقبول"، مؤكدا أن "الدولة ستمارس اكبر قدر من الحسم لمواجهة التظاهرات التى لا تنم عن التسامح وتخرق المعاهدة الاجتماعية".وفى وقت سابق، دان رئيس المرصد ضد مناهضة الإسلام فى المجلس الفرنسى للديانة المسلمة عبد الله زكرى "عرض القوة هذا الذى قام به متطرفون أتوا من كل فرنسا للحض على الحقد ضد الإسلام مرة أخرى".تأتي تلك التطورات بعد أيام من قضية كنيسة فيرزون (وسط فرنسا)، التي عرضتها الأسقفية للبيع نتيجة لأزمة مالية عصفت بها وعرضت مؤسسه اسلامية شراؤها بهدف تحويلها إلى مسجد.