بدأت مملكة البحرين في استعادة بريقها السياحي والاستثماري في آن معاً خلال العام الجاري 2012 مع نجاحها في استقطاب عدد من المشروعات الفندقية التي تحمل أسماء عالمية كبرى، لتضع البحرين مجددا على الخارطة السياحية وعالم الضيافة العالمية.وعلّق فندقيون وخبراء سياحة آمالاً كبيرة على حدوث طفرة سياحية بالمملكة بحلول العام 2013 مع زيادة الغرف الفندقية المقدمة لزوار البحرين وسواحها من مختلف بقاع العالم وتقديم خدمات نوعية تليق بسمعة البلاد المضيافة للجميع.وأبدوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) نشرتها اليوم الاثنين تفاءلهم من تعزيز قدرة البحرين على جذب اعداد سواح مضاعفة خلال العامين القادمين بفضل توفر بنية تحتية سياحية آخذة في التطور السريع، وزيادة السعة الاستيعابية لقطاع الفنادق وبخاصة من فئة الفنادق الخمس نجوم، الى جانب زيادة أعداد الشقق الفندقية لأصحاب الاقامة الطويلة.وكانت البحرين قد شهدت في أكتوبر 2011 – قبل عام - افتتاح فندق كمبينسكي غراند وإكسير البحرين سيتي سنتر (فئة 5 نجوم) يحتوي على 460 غرفة فاخرة، من بينها 79 جناحاً، ومجموعة متكاملة من المرافق الترفيهية ومرافق الأعمال منها 14 غرفة للاجتماعات.كما افتتح مؤخراً فندق "هوليداي إن إكسبرس البحرين" بقيمة 40 مليون دولار باستثمار من شركة دبي انترناشيونال كابيتال، الذراع الاستثمارية الدولية لشركة دبي القابضة، والذي يضم 274 غرفة فندقية.كما أعلنت المجموعة العالمية للفنادق Wyndham Hotel عن اختيار البحرين لإقامة ثالث فندق خمس نجوم لها في المنطقة، وسيقام الفندق الجديد في خليج البحرين بسعة 260 غرفة وبكلفة 250 مليون دولار.ومن بين المشاريع التي يجري تنفيذها في خليج البحرين، فندق الفورسيزنز - البحرين الذي وصلت عمليات البناء فيه إلى الطابق 17 من أصل 50 طابقاً بارتفاع قدره 201 متر و263 غرفة.كما أعلنت سلسلة الفنادق العالمية "ماريوت" عن إقامة فندق "جي دبليو ماريوت" في خليج البحرين بارتفاع 50 طابقاً ويحتوي على 274 غرفة وجناحاً و102 شقة فندقية بكلفة 2.5 مليار دولار. كما ستقوم مجموعة "ماريوت" بإقامة فندق "رينيسانس البحرين" يتكون من 318 غرفة في جزيرة أمواج في العام القادم 2013.وتوقع تقرير بحثي نشره مؤخراً المجلس العالمي للسفر والسياحة أن تنمو المساهمة المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين بنسبة 3.7% سنوياً بين عامي 2012 و2022، لتصل إلى 769.4 مليون دينار (2.04 مليار دولار). كما توقع التقرير نمو التوظيف داخل القطاع من حوالي 27500 وظيفة في عام 2011 إلى 36 ألف وظيفة في عام 2022.ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار في قطاع السياحة والسفر البحريني إلى 326.1 مليون دينار (865 مليون دولار) في عام 2022 بالمقارنة مع 205.5 مليون دينار (545 مليون دولار) في عام 2011.وبحسب مجلس التنمية الاقتصادية، سيلعب هذا الاستثمار دوراً رئيسياً في رفع الأعداد السنوية للزوار المتوقع استقبالهم في البحرين إلى أكثر من 8 مليون سائح في عام 2022؛ فيما قاربت أعداد السياح الأجانب الذين زارو البحرين خلال عام 2011 الخمسة ملايين سائح. ومن المتوقع أن يرتفع إنفاق رجال الأعمال على السفر والسياحة في البحرين إلى 169.3 مليون دينار (449 مليون دولار) في عام 2022.تحسن جذري بالوضع الفندقيوتوقع رئيس اللجنة التنفيذية لفنادق الخمس نجوم في البحرين والرئيس التنفيذي لشركة البحرين للسياحة، عبدالنبي الديلمي حدوث تحسن جذري بالوضع الفندقي في القريب العاجل، مؤكدا قدرة السوق المحلية على استيعاب اعداد اضافية من الفنادق الجديدة.وأكد الديلمي لوكالة أنباء البحرين (بنا) حاجة البحرين لإقامة المزيد من مؤسسات الضيافة لتواكب التزايد المضطرد في احتضان المؤتمرات والاجتماعات الاقليمية والدولية على ارض المملكة. وأضاف الديلمي بالقول: "ما زلنا محتاجين لغرف فندقية جديدة تستوعب الاعداد المتزايدة من السواح، هناك زخم قوي بالاستثمارات الفندقية بالاونة الأخيرة وهذا من شأنه ان يعود بالنفع على القطاع ككل وعلى الاقتصاد الوطني".وقدر الديلمي عدد الغرف الفندقية على اختلاف فئاتها بتراوحها بين 7800-8000 غرفة، معتبرا هذا العدد قليل لمتطلبات السوق الحقيقية، مبينا ان البحرين بحاجة الى 3000 غرفة فندقية اضافية لتلبية الطلب.ويرى الديلمي ان السوق المحلية بدأت بالتعافي سياحيا، متوقعا ان تصل البحرين الى ذروة تحسنها السياحي في اوائل العام 2014، خاصة وان المملكة مقبلة على استحقاقات كثيرة من مؤتمرات ومعارض عالمية، معتبرا زيادة رقعة القطاع الفندقي امرا مفيدا لزيادة التنافسية وتقديم خدمات بنوعية أعلى من السابق.وأكد الديلمي على ضرورة زيادة معدل اقامة السوائح بالمملكة عن طريق تنويع الفعاليات والمرافق السياحية.بدوره قال رئيس نادي سكال البحرين والخبير السياحي محمد بوزيزي ان قدوم أسماء عالمية بحجم الفورسيزنز وويندام يعزز مكانة مملكة البحرين ويزيد من المنافسة بين الفنادق لتحسين الخدمة والاداء واعطاء الزوار خيارات فندقية اضافية.ويرى البوزيزي ان أداء قطاع الفندقة هذه السنة أفضل مما كان عليه الحال مقارنة بالعام الماضي، ولكنه ما يزال دون مستويات العام 2010، لافتا الى ان القائمين على القطاع يعملون ليل نهار للارتقاء بمستوى الاداء ورفع معدلات الاشغال الفندقي واعادة الثقة بالسوق المحلية.ولفت البوزيزي لوكالة أنباء البحرين (بنا) الى ان السوق المحلية توفر حالياً 2500 الى 2700 غرفة في 8 فنادق من فئة الخمس نجوم، وستضيف الفنادق الجديدة قرابة الـ 500 غرفة بحلول العام المقبل، اضافة الى الشقق الفندقية الفاخرة بدرجة خمس نجوم.وذكر البوزيزي ان نادي سكال البحرين بصدد التحضير لندوة سياحية يهدف من خلالها الترويج للبحرين خليجيا واقليميا بدعوة وكلاء السفر على مستوى الخليج بغية استعادة الثقة بالقطاع المحلي.زخم متزايد بإشغال غرف الفنادقمن جانبه اكد رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة البحرين نبيل كانو على وجود زخم متزايد بنسب إشغال غرف الفنادق هذه السنة، ما يساهم في تحسين مستوى الخدمات الفندقية المقدمة للزوار والسواح.واعتبر كانو الاعلان مؤخرا عن مجموعة مشاريع فندقية جديدة في البحرين امرا جيدا للغاية لمنح السواح خيارات اضافية بخدمات افضل ومرافق اكثر تنوعا.وركز كانو في حديثه لوكالة أنباء البحرين (بنا) على اهمية الحملات الترويجية للمملكة في المحافل الاقليمية والدولية وبخاصة المعارض المتخصصة بعالم السفر والسياحة، وتقديم الوجه الحسن عن القطاع الفندقي وما يوفره من امتيازات لزواره من خارج المملكة.