أصبحت الهجمات الإلكترونية وفيروسات الكمبيوتر من الخطورة لدرجة أنها تهدد النمو الاقتصادي في منطقة الخليج برمتها، حيث تتسبب بعض الفيروسات الخطرة أو الهجمات المنظمة في تعطيل أنظمة كمبيوتر، وربما فقدان معلومات يكبد الشركات الكبرى خسائر بالملايين، فيما رفعت التوترات السياسية والأمنية في المنطقة العربية مؤخراً من المخاوف بشأن شن مزيد من الهجمات الإلكترونية ونشر مزيد من الفيروسات، بما يؤثر في النهاية على أداء الشركات وينعكس سلباً على النمو الاقتصادي الكلي في دول الخليج وربما في دول عربية أخرى أيضاً.وكانت الولايات المتحدة قد حذرت قبل أيام من أن إيران ربما تشن هجمات إلكترونية منظمة على شركات كبرى عبر العالم، وذلك بعد أيام من إعلان شركة "راس غاز" القطرية، وهي واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، تعرضها لهجوم إلكتروني خطير أدى إلى تعطيل نظامها الإلكتروني، إلا أن الشركة قالت إن مهندسيها تمكنوا من إعادة العمل، وإن دورة الإنتاج في الشركة لم تتعطل.وبعد التحذير الأمريكي بأيام قليلة أيضاً أعلن بنك (HSBC)، وهو أكبر مجموعة مصرفية في بريطانيا، أن خدماته الإلكترونية تعطلت لمدة سبع ساعات بسبب هجوم إلكتروني كبير، وأن الملايين من عملائه في مختلف أنحاء العالم تضرروا، إلا أن البنك قال إن أياً من الحسابات أو البيانات لم تتضرر وكل شيء عاد إلى طبيعته كالمعتاد.وقالت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن تصاعد وتيرة استهداف المواقع الحيوية في منطقة الشرق الأوسط بفيروسات الكمبيوتر يمثل تهديداً مباشراً للنمو الاقتصادي لكثير من الدول، مستشهدة على ذلك بفيروس (Shamoon) الذي ضرب شركة "راس غاز" القطرية في شهر أغسطس الماضي وأدى إلى تعطيل نظامها الحاسوبي.ونقلت "فايننشال تايمز" عن كوستا رايو، المدير العام لشركة "كاسبرسكي" العالمية المتخصصة بحماية أنظمة المعلومات، أن "فيروس شاموون لم يكن الأول الذي يستهدف منشآت حيوية مهمة في منطقة الخليج، كما أنه لن يكون الأخير".نظام حماية خليجيوتحذر شركة "كاسبرسكي" من أنه مع الزيادة في وتيرة الحروب الإلكترونية فإن الفيروسات ووسائل ابتكارها تشهد توسعاً كبيراً، فيما تظل أنظمة الكمبيوتر المستخدمة في الكثير من المنشآت الحيوية على حالها بما يجعلها أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية والفيروسات الجديدة التي لا تستطيع حماية نفسها منها، الأمر الذي قد يكبدها خسائر في المستقبل.وتشير الشركة العالمية "كاسبرسكي" –بحسب الصحيفة البريطانية- إلى أنها تعمل حالياً مع العديد من حكومات منطقة الخليج وسلطاتها المحلية من أجل تطوير أنظمة حاسوبية لديها قدرة أكبر على مقاومة الفيروسات والهجمات الإلكترونية.وقال الباحث العُماني المتخصص بأنظمة المعلومات، الدكتور بدر المنذري، إن سلطنة عمان تعمل حالياً على تطوير أنظمة حماية للقطاعين العام والخاص من أجل حماية كافة شبكات الكمبيوتر في البلاد من أي هجمات إلكترونية خارجية. وكشف في حديثه لـ"فايننشال تايمز" أن دول الخليج الست تعمل معاً أيضاً من أجل ابتكار نظام حماية مشترك ضد أي فيروسات أو هجمات إلكترونية خطيرة.
Business
الهجمات الإلكترونية تهدد النمو الاقتصادي في الخليج
24 أكتوبر 2012