ذكرت صحيفة السياسة الكويتية اليوم الأربعاء نقلاً عن مصدر سياسي رفيع في بغداد أن الاجهزة الامنية العراقية في محافظتي الناصرية والمثنى, جنوب العراق, سلمت الحكومة المركزية في بغداد برئاسة نوري المالكي معلومات موثقة عن تزايد نشاط ما يسمى بالمجاميع الخاصة المرتبطة بفيلق القدس الايراني برئاسة قاسم سليماني في المنطقة الحدودية مع المملكة العربية السعودية.وقال المصدر: ان التفاصيل المهمة في هذه المعلومات تضمنت اتهام سليماني بإنشاء محطات للمراقبة والتنصت وإقامة معسكرات لتجنيد المسلحين وتدريبهم في مناطق تقع على الحدود المباشرة مع المنطقة الشرقية السعودية, كما ان بعض قادة المجاميع العراقية الخاصة شرع بإجراء اتصالات مع زعماء العشائر في المنطقة لتعزيز حملة التحريض ضد السعودية.وشدد على ضرورة أن تتعاطى حكومة المالكي مع هذا الملف بجدية وان تبدأ حملة أمنية جديدة ضد المجاميع الخاصة التي تتلقى اوامرها من سليماني, لأن نشاط هذا الاخير غير شرعي ويهدد الأمن القومي العراقي ويمكن ان يسمح لطهران بشن حرب امنية واستخباراتية وعملياتية ضد السعودية انطلاقاً من داخل الاراضي العراقية.في سياق متصل, نقلت الصحيفة عن اوساط رفيعة في ائتلاف "دولة القانون" برئاسة المالكي: ان قرار المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي منذ نحو شهر بنقل جزء كبير من النشاط الخارجي للحرس الثوري من مناطق ليست ذات اهمية في الوقت الحالي مثل اميركا الجنوبية او افريقيا الى دول منطقة الجوار الايراني, قد يعني ان العراق يراد منه ان يتحول الى قاعدة متقدمة لنشاط العمليات الخارجية الايرانية.واضافت الاوساط ان بعض الجهات الاستخباراتية الاميركية حذر المالكي من أن قرار خامنئي معناه تعزيز الدعم للمجاميع العراقية الخاصة التي تنشط في الغالب في المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية, وان عليه (أي المالكي) في المقابل ان ينفذ حملات استباقية ضد قادة هذه المجاميع قبل ان تخرج الاوضاع الميدانية عن السيطرة.وعرضت الاستخبارات الاميركية على المالكي تعزيز العمليات المشتركة ضد المجاميع الخاصة والخلايا التابعة لقاسم سليماني, لأن بعض المعلومات تفيد ان بعض الخلايا الايرانية في الخارج انتقل بالفعل الى مناطق محددة في العراق على الحدود مع السعودية.من جهتها, كشفت مصادر كردية ان المالكي مستعد للقيام بعمليات امنية خاطفة ضد خلايا المجاميع الخاصة التابعة لسليماني في جنوب العراق, غير ان بعض قادة "حزب الدعوة" و"تيار الاصلاح الوطني" برئاسة ابراهيم الجعفري وبعض قيادات "التيار الصدري" رفضوا هذه الخطوة على اعتبار انها قد تؤدي الى اندلاع صراع شيعي - شيعي.وتزامنت هذه المعلومات مع الاتهامات التي وجهتها بعض المصادر الاعلامية السعودية الى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق عمار الحكيم بأنه ارسل شاحنة محملة بالمتفجرات والاسلحة الى منطقة القطيف السعودية لتنفيذ عمليات ارهابية.وقال النائب في التحالف الشيعي عن "منظمة بدر" كريم عليوي جاهوش للصحيفة" ان الحكيم لا يمكنه العمل ضد السعودية, لأنه شخصية سياسية متوازنة ومعتدلة ومعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الدول العربية.واضاف ان الحكيم من ابرز القيادات الشيعية العراقية المؤيدة والمتحمسة لتعزيز التقارب مع السعودية, كما ان علاقاته مع ايران بدت فاترة الى حد كبير, والكل في بغداد يعلم انه ابتعد عن طهران في الفترة السابقة نظراً لمواقفه السياسية التي تتعلق بالوضع العراقي الداخلي, ولذلك فإن الحكيم من ابرز القادة العراقيين الذين لن يسمحوا بوجود نشاط ايراني من العراق ضد المملكة أو أي دولة عربية اخرى.