كتب - حذيفة يوسف:لم يستطع قاطنو بنايتين بمنطقة إسكان اللوزي النوم فجر يوم الإثنين الماضي بهدوء، حيث نغص مهجعهم إرهابيون ألقوا زجاجات حارقة "مولوتوف” على سياراتهم، مما أدى إلى اشتعال ألسنة اللهب لتنتقل بعدها إلى جدران البناية قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من السيطرة عليها.وفي نفي صريح وواضح منهم لمزاعمهم بسلمية تحركاتهم، استهدف الإرهابيون من الجماعات الراديكالية الأبرياء من المواطنين "ليلاً” بقصد الإضرار والتخريب وإيقاع الأذى بأكبر عدد ممكن من الناس مستغلين ظلمة الليل لارتكاب جريمتهم.المتابعون لـ«سلمية” التحركات من قبل المعارضة الراديكالية يشيرون إلى أن التصاعد في الهجمات الإرهابية، وانتقال فتوى عيسى قاسم "اسحقوهم” إلى المواطنين كانت منذ البداية إلا أن تطور نوع الهجمات أمر خطير يؤكد أنهم لا يملكون مطالب وإنما أجندات تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار.وتشير تحليلات المراقبين إلى أن تصاعد وتيرة الهجمات يأتي بعد انتصار البحرين في جنيف وبالتزامن مع قرب سقوط النظام السوري، حيث لا يجد الولي الفقيه في إيران حرجاً في نقل تعليماته إلى وكيله عيسى قاسم في البحرين من خلال اجتماعاته مع الدبلوماسيين الإيرانيين.وتصاعدت الهجمات ضد المواطنين ورجال الأمن بنفس الوتيرة، حيث انتقل الإرهابيون من إغلاق الشارع بالإطارات المشتعلة إلى سد الطرقات بالسلاسل الحديدية وسكب الزيت في الشوارع، ليتم بعدها استهداف مباشر للمواطنين بالمولوتوفات والأسياخ الحديدية، الأمر الذي أدى إلى مقتل المواطنة زهراء صالح.أما الشهيد الطفل أحمد الظفيري فهو الآخر شاهد على جرائم تلك الفئة حيث لقي حتفه نتيجة لانفجار جسم غريب كان موضوعاً في إطارات مشتعلة أغلت طريق عودته إلى منزله، وفجرها الإرهابيون رغم أن أحمد كان طالب مدرسة ولم يكن يحمل سلاحاً أو يستطع الرد عليهم، لينتقل إلى ربه يغطي الكفن جسده المحترق ليكون شاهداً على "سلميتهم”.وتغاضت وسائل الإعلام الأجنبية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية مايكل بوزنر الذي زار البحرين حينها عن تلك الجريمة، وطلب الإفراج عن "الأطباء” المتهمين بارتكاب جرائم في مجمع السلمانية الطبي في إشارة واضحة إلى دعمه للإرهابيين وتدخله في شؤون المملكة. الأمر ذاته تكرر مع العمالة الآسيوية الوافدة من خلال الضرب المباشر والحرق، وهو ما سجلته عدسات كاميرات الإرهابيين أنفسهم، وما بثته مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب” إضافة إلى تقارير برنامج "صناعة الموت” على قناة العربية.وانتقلت العمليات الإرهابية إلى منازل المواطنين، فالقوا القنابل الحارقة عليها، واستهدفوا مراراً منزل ضابط في وزارة الداخلية بمنطقة العكر، إضافة إلى رشق سيارات المارة في الطرقات العامة وإحراق الأخرى.واستهدف الإرهابيون خلال العام الدراسي الماضي ما يزيد عن الـ85 مدرسة ومنشأة تعليمية سواء بالزجاجات الحارقة أو بالتخريب أو بإشعال الحرائق بالقرب منها، وهو الأمر الذي أثار استهجان جميع المواطنين، وينافي مزاعم وجود مطالب.ولم ينتهِ أو يقف مسلسل الاعتداءات عند حد معين، حيث انتقلت من مكان إلى آخر لتشمل جميع المحافظات والقرى، مما أدى إلى تضرر الأهالي جميعاً وضاقت الأرض بهم بعد وسعها، ولم يجدوا بداً من استهجان واستنكار تلك الأعمال التي لا تمت إلى البحرين بصلة.وأكد المواطنون في بيانات نشرت سابقاً أن تلك الأحداث في قراهم ومناطقهم "لا تمثلهم” وأنهم ضاقوا ذرعاً بتلك الاعتداءات المسيرة خارجياً، لتتحرك بعدها النوادي الاجتماعية والثقافية لاستنكار الأحداث والتأكيد على ضرورة فرض الأمن والاستقرار.ويأتي تصاعد أعمال العنف واستمرارها وانتشارها بين المناطق بدعم مادي من قبل جمعيات المعارضة الراديكالية، والتي تتلقى بدورها أموالاً من الخارج، لتطبيق أجندة ولاية الفقيه في البحرين، تمهيداً لإقامة الدولة الفارسية الكبرى.أما الغطاء السياسي والحقوقي فهو مضمون تحت ذريعة وجود مطالب، وفي ظل وجود منظمات حقوق إنسان عالمية لم تراعِ أبسط حقوق الإنسان، حيث هاجمت الضحية بدلاً من الجلاد، وألقت باللائمة على الحكومة البحرينية في محاولتها لفرض الأمن، متغاضية عن جرائم من تدافع عنهم.ومازالت تلك الجرائم تلقى تغطية واسعة لقنوات الإعلام الإيرانية والعراقية واللبنانية، والتي بدلاً من إظهار الحقيقة فبركت الأحداث، واتهمت قوات الأمن البحرينية بارتكاب تلك الجرائم، في تضليل واضح للحقائق على الأرض.إن من لديه مطالب سياسية أو حقوقية أو يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان لا يرتكب تلك الجرائم الكبيرة، والتي لا تستهدف أشخاصاً معينين وإنما المواطنون جميعاً في إشارة واضحة منهم إلى كونهم مسيرين خارجياً.