أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأربعاء في باماكو أن نصف السكان في شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات إسلامية مسلحة منذ حوالي سبعة أشهر، بحاجة للمساعدة قبل نهاية العام.وقال بيتر مورر خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارة لمدة ثلاثة أيام للنيجر ومالي إن "نصف السكان في شمال مالي البالغ عددهم مليون (نسمة) هم بحاجة لمساعدة قبل نهاية العام".وأضاف أن "الوضع الإنساني مقلق لأن أزمة سياسية قامت، إضافة إلى أزمة غذائية مع ما يترتب عنها من انعكاسات على النازحين الذين لم تعد لديهم موارد (...) بدأت خطورة الأزمة تظهر"، داعيا إلى جمع 20 مليون يورو لتقديم المساعدة إلى ضحايا هذه الأزمة المعقدة في مالي.والتقى مورر خلال زيارته لمالي خصوصا رئيس الحكومة شيخ موديبو ديارا وزار موبتي (وسط) حيث التقى نازحين ودشن مركزا صحيا تابعا للصليب الأحمر المالي أعيد تأهيله مؤخرا.وكان بدأ زيارته الاثنين في النيجر، البلد المجاور لمالي والذي يستضيف عددا كبيرا من اللاجئين منذ منتصف يناير الماضي، عندما باشرت مجموعات مسلحة شن هجمات على الجيش المالي في شمال البلاد قبل أن تسيطر عليه منذ حوالي سبعة أشهر.واليوم بات جهاديون متحالفون مع تنظيم القاعدة يسيطرون على شمال مالي بعدما طردوا منه في يونيو المتمردين الانفصاليين الطوارق الذين شنوا الهجوم معهم على الجيش.وبحسب آخر أرقام أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء فإن 412401 شخصا "أرغموا على الفرار (من شمال مالي) منذ بدء الأزمة وبسبب النزاع" ويشمل هذا العدد 203843 نازحا داخل البلاد و208558 لاجئا في الدول المجاورة.كما عدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حوالى 4,6 ملايين شخص يواجهون "خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب الأزمة الغذائية والنزاع" في مالي.وتجري استعدادات لتدخل عسكري دولي لاستعادة السيطرة على الشمال.وقال بيتر مورر "أود التشديد على أن الوضع مقلق جدا. الأزمة صامتة وأيا كان الخيار الذي سيتم الاتفاق عليه لتسوية النزاع، يجب الأخذ بالاعتبار العواقب الإنسانية.. نطلب من جميع المجموعات المسلحة احترام القانون الإنساني" داعيا إلى حماية السكان المدنيين.لكنه رفض التعليق حين سئل عما إذا كان يدعو إلى حل عسكري أو سياسي للأزمة في شمال مالي.وحذر مورر في بيان تلقته وكالة فرانس برس من اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطر "تفاقم الوضع الإنساني في هذه المنطقة وفي مجمل الساحل".وتابع النص أنه "بصورة خاصة فإن عمليات انتشار عسكري محتملة واستئناف الأعمال الحربية في شمال مالي ستؤدي إلى عواقب حتمية ويجب أن نكون على استعداد لمواجهتها".