مساء ليلة عيد الاضحى المبارك جلست أقلب فى محطات التلفاز متابعا اخبار حجاج بيت الله الحرام عبرالقنوات الفضائية بعد وقوفهم على عرفات الله ذلك الركن الاكبر فى مشهد مهيب رهيب يبعث على الفخر للانتماء لهذه الامة العظيمة خير امة اخرجت للناس فتوقفت عند احدى المحطات المصرية الخاصةالمملوكة لاحد رجال الاعمال وكانت تناقش قضايا الحج وكان موضوع جيد ولكن ما لفت انتباهى ان ضيف القناة كان شاباجميلا جليلا ايضا يتكلم فى ماهية الحج والعبادات عموما ولكن ما لفت انتباهى ان هذا الضيف يتكلم بالفاظ اجنية كثيرة لاداعى ابدا لاستخدامها ولكننى قلت هل هذا الضيف الكريم يريد ان يفهم المستمع انه رجل مثقف واسع الاطلاع ولا يعلم ان هذا من رواسب التغريب والتغييب والغزو الفكرى والثقافى واعلاء شان ثقافة الغير وعدم الاعتداد والاعتزاز بلغتنا وهويتنا وثقافتناوانا لا اقصد هذا الضيف الكريم بالذات ولكن لأنها أصبحت ظاهرة يظن اصحابها انها من لوازم التحضر والتمدين وهى غير ذلك .حتى أحد القنوات الدينية الشهيرة فى احد اشهر برامجها كان اشهر مذيعيها يتحدث عن موسم الحج هذا العام فأخذ يردد مع ضيوفه سيزون الحج مرات ومرات بدلا من موسم الحج مع ان غالبية الناس لا يفهم معنى سيزون الحج ولكن يفهم موسم الحج وهذا الامر رجع بى الى الوراء حوالى ربع قرن من الزمان حينما كنا ندرس بكلية العلوم جامعة الزقازيق حيث اقامت ادارة الكلية ندوة قيمة عن التلوث البيئى واستضافت نخبة من اساتذة الجامعات والاكادميين ولكن لفت نظرى يومها ان السادة المتحدثين كانوا يتحدثون ربع الكلام باللغةالأجنبية متوهمين أيضا أن هذا نوعا من التحضر .ولكنى يومها قمت وسألت أحدهم بعد ما تحدث عن أنواع التلوث سألته عن نوع آخر من أنواع التلوث وهو التلوث اللغوى ففهم ما أرنو وأهدف إليه ولم ينطق بكلمة واحدة ودار بينى وبينه نقاش أيدنى فى النهاية فيما أقول وكنت حينها شابا صغيرا متقد الحماس والحب والاخلاص لدينى ولغتى وقومى ووطنى وفى الختام هل يصدر تشريع يحرم ويجرم الحديث بغير العربيةللشعب العربى فى وسائل الاعلام بأنواعها هذا لايعنى أننى ضد تعلم لغات اجنبية ولكن بالعكس لابد من إجادة اللغات الاجنبية للانفتاح على الثقافات والحضارات ولكن لكل مفام مقال فهناك برامج وقنوات مهمة جدا ناطقة باللغات الاجنبية وموجهة للاجانب فليتوجه السادة الاعلاميين لها يفيدواويستفيدوا بدلا من هذا الخلط الغير مرغوب .وأخيرا نهتف مع شاعر النيل حافظ إبراهيم: {أناالبحر فى احشائه الدر كامن فهل سائلوا الغواص عن صدفاتى }إلى ان قال على لسان اللغة القران أيضا:[ وسعت كتاب الله لفظا وغاية والان اعجز عن تنسيق أسماء لمخترعات] إلى أن اختتم قائلاأيضا على لسان اللغة العربية: فإما حياة تبعث الميت فى البلى وإما ممات لعمرى لم يقس بعده بممات
International
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
26 أكتوبر 2012