كشفت تقارير غربية عن وجود نقاشات حادة داخل "حزب الله" اللبناني بشأن جدوى الاستمرار في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد, في ظل الخلافات العميقة بين الجناحين السياسي والعسكري. (راجع ص 29) وذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية, الصادرة أمس الاحد, أن "حزب الله" احتاج إلى مساعدة سورية كي يصبح القوة الأكبر في السياسة اللبنانية واعتمد دائماً على دعم نظامها خلال مواجهته مع إسرائيل, فيما قام شيعة لبنان في المقابل وفي وقت الحاجة بإظهار ولائهم لنظام الأسد ومده بالدعم اللوجستي والمعنوي وحتى إرسال مقاتلين للمشاركة في الحرب ضد المسلحين في سورية.وبحسب معلومات الصحيفة, فإن "نقاشات سرية تدور داخل صفوف حزب الله بشأن ما إذا كان الوقت حان للتوقف عن دعم نظام الأسد, جراء تنامي الشكوك بشأن قدرته على الاستمرار, وبدء الحرب الأهلية في سورية بالانتقال إلى لبنان".ويخشى قياديون في الحزب, بينهم رجال دين, من أن يقود دعم نظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع السنة في لبنان وسورية, ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع السلطة المقبلة في سورية.وقال مصدر لبناني, وصفته الصحيفة بأنه يقيم صلات مع الدوائر العليا في "حزب الله", "هناك وجهات نظر مختلفة, حيث يرى البعض بأنه ينبغي علينا الضغط من أجل التوصل إلى تسوية في سورية والتوقف عن دعم الأسد, وهناك إدراك داخل إيران وحزب الله بأنهما سيدخلان في مواجهة مع السنة أو يعملان كجسر لردم الهوة بينهما".وأشارت الصحيفة إلى أن المؤشر الأكثر وضوحاً على هذا التحرك كان إلغاء مؤتمر "حزب الله" الذي يُعقد عادة كل ثلاث سنوات لأسباب أمنية, حسب التفسير الرسمي, لكن سياسياً شيعياً من عائلة سياسية هامة, لم تكشف عن هويته, كشف أن حزب الله "غير قادر على عقد مؤتمره جراء خشيته من الفشل في الاتفاق بشأن الأزمة السورية".وتردد ان الخلافات أقوى بين أعضاء "حزب الله" المدنيين, الذين هم أكثر ميلاً لصالح قطع الروابط مع نظام دمشق, وبين جناحهم العسكري القوي الذي تم تدريبه على يد الإيرانيين ولا يزال موالياً بقوة للنظام السوري.وقال المصدر في هذا السياق إن الخلاف "عميق بين الجناح السياسي والجناح العسكري في حزب الله, وقرر أمينه العام حسن نصر الله إلغاء المؤتمر بسبب قلقه من أنه لن يكون قادراً على الخروج بقرار نهائي".