عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 80 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية معظمهم في إدلب شمال البلاد، فيما أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في ختام زيارته إلى سوريا أنه قدم للرئيس السوري بشار الأسد أثناء لقائه الثاني معه في دمشق “سلسلة مقترحات ملموسة” سيكون لها “انعكاس حقيقي” على الوضع الميداني في سوريا. وأضاف للصحافيين في ختام لقائه الأسد “قدمت سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة”. وأكد أنان أن المحادثات تركزت على ضرورة “وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحوار”. وأضاف “الرد الواقعي هو القبول بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان”. كما أعرب الموفد الخاص عن “تفاؤله” على الرغم من أن مهمته “ستكون صعبة”. وقال إن “علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل”. وأضاف عنان “إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا وأغلب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف” مشيراً إلى أن “الوضع سيء للغاية وخطير ولا يمكن لأحد أن يفشل”. كما التقى عنان مفتي الجمهورية وممثلين عن الطوائف الدينية في سوريا. وأكدت أطراف من المعارضة في الداخل السوري خلال لقائهم عنان ضرورة التزام السلطة بتعهداتها في وقف استخدام العنف للتأكد من “حسن نواياها” قبل البدء بالعملية السياسية.وتتزامن المساعي التي يبذلها أنان مع مقتل 80 شخصاً سقط معظمهم في ريف إدلب شمال غرب سوريا حيث كثف الجيش السوري النظامي عملياته العسكرية، بحسب المرصد السوري. كما أسفرت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة عن مقتل 6 جنود وعنصرين منشقين في حماة وعن سقوط 3 منشقين في مدينة يبرود بريف دمشق. وفي حمص، قتل 4 مواطنين في حي باب الدريب بينهم 3 أشقاء إثر سقوط قذيفة على منزلهم. وفي مدينة حماة قتلت سيدة برصاص قوات الأمن في حي باب قبلي، وفي حلب قتلت ناشطة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض برصاص شبيحة النظام السوري، كما اغتال مسلحون مجهولون الملاكم السوري العالمي محمد غياث طيفور بينما كان في سيارته بساحة جامعة حلب”. سياسياً، طالب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بتسليح الشعب السوري، غير أنه أكّد عدم وجود أي موقف عدائي سعودي تجاه النظام السوري، وأن بلاده لا تركّز على إسقاط النظام، واصفاً مواقف روسا والصين من الأزمة السورية بأنها غير مبررة أخلاقياً ولا قانونياً. ودعا الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيلي الذي يزور الرياض إلى “ضرورة السماح للشعب السوري بالتسلّح لحماية نفسه ضد الأعمال والممارسات الوحشية التي يشنها النظام لقمع الاحتجاجات السلمية”. كما دعا إلى ضرورة العمل على فتح قنوات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين، مؤكداً على ضرورة مواصلة الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة في سوريا خاصة بعد تزايد أعمال عنف التي يشنها النظام ضد الشعب السوري”. من جهته، دعا وزير خارجية ألمانيا إلى التركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سوريا مندداً في الوقت ذاته بـ “القمع الوحشي الذي يمارسه النظام”. وقال “نريد التوصل إلى حل سياسي وندعم المعارضة لكننا نركز على السياسة في الوقت الحالي وهناك تراجع من جانب الأسد، نسعى للتوصل إلى 3 نقاط، إنهاء العنف وإيصال المساعدات والحل السياسي”. في غضون ذلك، بحث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الملف السوري مع تشانغ مينغ مساعد وزير الخارجية الصيني المبعوث الخاص للأزمة السورية، بحسب بيان للأمانة العامة. يأتي ذلك، فيما يجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للاحتفال رسمياً بـ “الربيع العربي”، لكن موضوع سوريا سيتصدر النقاشات التي يتوقع أن تكون محتدمة. وبين وزراء الخارجية الذين سيحضرون الاجتماع في مجلس الأمن الدولي الأمريكية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف إضافة إلى البريطاني وليام هيغ والفرنسي آلان جوبيه والألماني غيدو فسترفيلي. وستعقد هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف لقاء ثنائياً على هامش اجتماع مجلس الأمن. وتتهم روسيا والصين الغربيين بالسعي إلى تغيير النظام في دمشق بعد التدخل العسكري في ليبيا. ويراهن الغربيون على تغيير في الموقف الروسي بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، لكن موسكو التي تعد من أبرز مزودي سوريا بالسلاح مازالت متمسكة بمواقفها. وبعد لقائه في القاهرة مع عنان ومسؤولين عرب، أكد لافروف أن موسكو “تحمي القانون الدولي” وندد بأي “تدخل سافر” في الشؤون الداخلية لسوريا. وتجري الصين من ناحيتها اتصالات دبلوماسية على أساس خطة تدعو خصوصاً إلى مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاءها وشركاءها الدوليين بدأوا نقاشات جديّة بشأن تدخل عسكري محتمل في سوريا، رغم مواصلتهم الضغط من أجل حلول غير عنيفة للأزمة.