أنهى فريق المحققين في قضية اغتيال اللواء وسام الحسن، مرحلة جمع المعلومات والصور التي التقطتها الكاميرات، لا سيما من مسرح الجريمة في الأشرفية، حيث سيباشر في مرحلة ثانية التدقيق فيها وتصفيتها. وتناقلت صحف لبنانية، معلومات لجهة قيام منفذي العملية بمراقبة دقيقة للشارع الذي تم فيه اغتيال الحسن، كما أنهم تفادوا التقاط الكاميرات الموجودة في المنطقة لصورهم أو لتفاصيل وجوههم، وارتداء لباس رجال الأمن الخاص المكلفين حماية بعض المقار أو الأبنية المتواجدة في المكان. وقد جرى ضبط أقوال عدد لا بأس به من الشهود وأصدقاء الحسن، بحسب ما أوردت صحيفة "النهار" اللبنانية، مشيرة إلى أن أهم ما ركز عليه فريق مكتب التحقيقات الفيديرالي الأمريكي "أف بي آي" الذي يشارك في التحقيقات هو الحصول على بصمة المتفجرات.وبحسب المعلومات فإن إمكان الحصول على بصمة كهذه متوافر لدى ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، وهي لم تعط للسلطات اللبنانية حتى الآن. وفي سياق متصل، يبدو أن الجهة المحترفة التي خططت ونفذت عملية الاغتيال كانت قد أعدت للعملية قبل فترة طويلة، بحسب ما نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، وأن الجهة المنفذة درست مسرح الاغتيال بشكل تفصيلي، حيث تمكنت من مراقبة الحسن في كل تنقلاته، منذ أن وصل إلى مطار بيروت الدولي مروراً بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وصولاً إلى الشقة الأمنية حيث تم رصد وجوده فيها.وبحسب المعلومات فإن من ملامح قدرة الجهة المنفذة على المراقبة والإعداد المتقن لتنفيذ الاغتيال، حركة الفريق المنفذ أمام الكاميرات التي تعطي مؤشراً على تدريب عال تلقوه كي يحجبوا وجوههم عبر ارتداء قبعات تارة وتارة أخرى عبر تجنب الاقتراب من الكاميرات بشكل يؤدي إلى كشف واضح للوجوه.كما درس فريق الاغتيال الشارع الذي وضعت فيه السيارة المفخخة بشكل يبعد عنه كل أنواع الشكوك، بحيث لبس أعضاء الشبكة التي نفذت عملية التفجير لباس رجال الأمن المدنيين المكلفين حراسة المصارف الموجودة بكثرة في المنطقة. وتعمدوا أن يبدلوا السيارة المركونة احتياطاً، وهي على الأرجح من نوع "فولفو" بسيارة الجيب "الراف فور" المفخخة بين السادسة والسابعة صباحاً، وذلك بهدف استباق حضور رجال الأمن المدنيين الأصليين الذين ينتمون إلى شركة حماية المصارف. وأفادت الصحيفة أن سيارة اللواء الحسن خرجت من الشقة قبل الساعة الثالثة ولم يكن هو بداخلها، ما يعطي مؤشراً إلى احتمال وجود قدرات عالية لدى الفريق المسؤول عن التفجير في اختراق الزجاج "المفيم" (المخفي).