ضربت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها ايران موسم الزواج الذي عادة ما يكون في أواخر كل عام، حيث غابت الكثير من المظاهر التي تعود عليها الايرانيون بسبب ارتفاع تكلفتها العام الحالي. وشهد الريال الايراني هبوطاً حاداً أشبه بالانهيار في الشهور الاخيرة بسبب تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية على ايران، وهو ما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار، بما في ذلك السلع المرتبطة بخفلات الزفاف وتجهيز العرائس. واعتاد الايرانيون في الأسابيع الأخيرة من كل عام هجري على رؤية انتعاش ملحوظ في مبيعات ملابس العرائس، اضافة الى انتشار السيارات الفارهة المزينة التي تستخدم في حفلات الزفاف ولنقل العرسان، الا أن تقريراً لجريدة "فاييننشال تايمز" البريطانية يقول ان هذه المظاهر كلها غابت عن العاصمة الايرانية طهران.وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن ضعف العملة المحلية والمتاعب التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني تسبب بآثار اجتماعية كبيرة من بينها غياب المظاهر المرتبطة بالزواج وحفلات الزفاف. ونقلت "فايننشال تايمز" عن سيدة تعمل في صالون تجميل قولها: "كنا عادة في الأسابيع الأخيرة التي تسبق شهري محرم وصفر لا نجد وقتاً لنحك رأسنا، لكننا نجلس العام الحالي لساعات طويلة في بعض الأيام دون أي عمل". وتضيف السيدة مصففة الشعر: "لا حفلات زفاف ولا حفلات خطوبة في المدينة حالياً ولذلك لا نجد ما نفعله". وفقدت العملة المحلية الإيرانية نصف قيمتها خلال العام الحالي بسبب العقوبات المالية والنفطية المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ايران، وهو الامر الذي تسبب بارتفاع نسبة التضخم في البلاد أيضاً بنسبة 25% كما يقول البنك المركزي الايراني ذاته. وقال ماجد، وهو مصور فوتوغرافي يبلغ من العمر 27 عاماً، إنه كان ينوي إقامة حفل زفافه قبل أسابيع من حلول شهر محرم، إلا أن والدته طلبت في الصيف تأجيل الزفاف لأسباب مالية، وبالتالي فقد ألغي الحفل الذي كان مقرراً أن يقام في هذه الفترة. وتقول الفايننشال تايمز إن نسبة الحجوزات لحفلات الزفاف خلال الفترة من آذار/مارس وحتى أيار/مايو المقبلين انخفضت 7.5% مقارنة على ما كانت عليه في ذات الفترة من العام السابق. وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية فإن ارتفاع أسعار الذهب أيضاً لعبت دوراً في خفض القدرة على الزواج في إيران. وتبلغ تكاليف الزفاف والحفلات المرتبطة به في إيران ما بين 10 آلاف دولار الى 15 ألف دولار، في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط دخل الأسرة في الطبقة المتوسطة 10 ملايين ريال إيراني، وهو ما كان يعادل العام الماضي ألف دولار، وأصبح في الوقت الحالي يعادل 330 دولاراً فقط.