عواصم - (العربية نت، وكالات): اتهمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إيران في الأمم المتحدة بإرسال أسلحة إلى سوريا تستخدمها الحكومة السورية ضد شعبها، فيما اعتبرت المعارضة السورية أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن يشكل فرصة إضافية للنظام لقمع الاحتجاجات، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للقوات النظامية في مناطق عدة من البلاد. يأتي ذلك فيما أعلن منشقون عن الجيش تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها عشية الدعوة إلى التظاهر فيما أطلق عليه اسم “جمعة يا دمشق قادمون”. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 70 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في البلاد، بينهم 10 قضوا إثر استهداف حافلة كانوا على متنها قرب مدينة سرمين بإدلب التي تتعرض لقصف القوات النظامية، فيما ذكر ناشطون أن قوات الجيش تواصل قصف حماة ومدن في حمص. وعبر دبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون عن انزعاجهم من تقارير من الحكومات بأن إيران تنتهك عقوبات الأمم المتحدة وتمد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة بطريقة غير مشروعة لقمع المحتجين الذين يطالبون بالديمقراطية على مدى عام. وجاء الاتهام أثناء استعراض مجلس الأمن لتقارير عن انتهاك طهران للعقوبات. وقالت نائبة السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن روزماري دي كارلو “نحن منزعجون من أن غالبية الانتهاكات تتعلق بنقل أسلحة ومواد ذات صلة من إيران إلى سوريا بصورة غير مشروعة حيث يستخدمها نظام الأسد لقمع الشعب السوري بعنف”. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري للمجلس “نشعر بقلق بالغ إزاء الأدلة على وجود نشاط إيراني منظم لتزويد الحكومة السورية بالأسلحة بصورة غير مشروعة والتي تستخدم أثناء حديثنا لقمع الشعب السوري بعنف”. وقال نائب السفير الفرنسي في الأمم المتحدة مارتن براين إن كثيراً من التقارير التفصيلية عن شحنات الأسلحة من إيران إلى سوريا قدمت إلى اللجنة التي ترصد انتهاكات العقوبات المفروضة على طهران في مجلس الأمن الدولي. من جهته، قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار أن البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا الذي صدر أمس الأول عن مجلس الأمن “في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الأسد، يعطيه فرصة إضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لإنهاء ثورة الشعب السوري”. واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن دمشق ما “ما زالت تسعى إلى كسب الوقت”، مضيفاً “علينا القيام بشيء لوقف العنف، وحتى تنتهي هذه المأساة الإنسانية يجب أن نتحرك معاً”. ورأى أوغلو أن الحكومة السورية فقدت شرعيتها وأن الرئيس بشار الأسد نكث بكلامه أكثر من مرة. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه عن أمله في أن يتيح البيان الرئاسي لمجلس الأمن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، مشيراً إلى “حلحلة” في الموقف الروسي من المسألة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه لا تتوفر شروط في الوقت الراهن لصالح إصدار قرار إدانة من مجلس الأمن الدولي ضد السلطات السورية. وتشارك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي يعقد في اسطنبول بحسب ما أفاد مسؤول. ومن المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات جديدة على الحكومة السورية وبشكل خاص على أسماء الأسد زوجة الرئيس. وأسماء الأسد هي واحدة من 12 شخصية من بينهم عدد من أفراد عائلة الأسد الذين ستجمد أموالهم وسيمنع دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي، على ما أعلن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه. ميدانياً، قتل 70 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في البلاد، بينهم 10 قضوا إثر استهداف حافلة كانوا على متنها قرب مدينة سرمين إدلب التي تتعرض لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن تقوم بعمليات عسكرية في درعا وحمص وحماة. وقالت مصادر من المعارضة إن دبابات الجيش قصفت حي الأربعين في حماة ومع تصاعد العمليات العسكرية للمنشقين في دمشق وتزايد حركة الانشقاق في الريف، أعلن عسكريون سوريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في المنطقة. وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بياناً أعلن فيه “تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون وأعمال كتائب الجيش السوري الحر في المنطقة”، بحسب ما أظهر تسجيل بث على الانترنت. ودعا الحمود “الشرفاء من ضباط وصف ضباط وأفراد الذين ما زالوا في جيش الرئيس الأسد أن يلتحقوا بصفوف الجيش الحر”. في غضون ذلك، اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس وتش” الأمريكية قوات الأمن السورية بارتكاب انتهاكات خطيرة في حملتها العسكرية بمدينة القصير. وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن مصير المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان عبد الله الخليل متحدثة عن احتمال تعرضه للتعذيب منذ توقيفه في فبراير الماضي واحتجازه لاحقاً في مكان سري. في الوقت ذاته، تظهر الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني لبشار الأسد، والتي حصلت قناة “العربية” على الآلاف منها، اتساع دائرة المستشارات الإعلاميات أو الناصحات، حيث تظهر ناصحة جديدة هي لما حسن، فيما يقفز اسم ليلى السباعي، مديرة مكتب أسماء الأسد زوجة الرئيس بشار، إلى الدائرة المحيطة، بينما تغازل السيدة الأولى زوجها الرئيس بقصيدة رومانسية.