كتـب - وليـد صبـري:تسعى دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز دفاعاتها العسكرية وتطوير سلاح الجو والأنظمة المضادة للصواريخ في المرحلة المقبلة، لمواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة مع تصاعد التوتر بين إيران والغرب، والجدل الدائر مؤخراً بين إسرائيل وأمريكا حول عزم تل أبيب توجيه ضربة عسكرية استباقية لطهران، وتهديدات إيران المستمرة بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية، إضافة إلى الاضطرابات التي تعم معظم الشرق الأوسط في أعقاب ما عرف باسم «الربيع العربي»، فضلاً عن التوتر بين ضفتي الخليج بعد تفاقم الأزمة في سوريا، ودخولها في نفق مظلم، ولا يبدو أن حلاً يلوح في الأفق قريباً، في وقت تدعم فيه إيران نظام الرئيس بشار الأسد، وانقسام المعارضة السورية وترددها الفصائل المختلفة في لم الشمل ضمن كيان موحد.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إنها أبلغت الكونغرس بمشروع بيع 20 طائرة نقل من طراز «سي 130 «و5 طائرات تموين من طراز «كي سي 130» للسعودية بقيمة 6.7 مليار دولار.وعززت الرياض في السنوات الأخيرة مشترياتها من العتاد العسكري، وأبرمت نهاية 2010 أكبر صفقة تسلح مع واشنطن شملت شراء عشرات الطائرات والمروحيات بقيمة 60 مليار دولار.وتضمنت الصفقة 84 مقاتلة قاذفة «إف 15» وتحديث 70 أخرى، و178 مروحية هجومية «70 أباتشي و72 بلاك هوك و36 «ايه اتش 6 اي» و12 مروحية خفيفة للتدريب «ام دي 530 اف».وفي ديسمبر 2011، وقعت واشنطن عقداً بـ30 مليار دولار لبيع السعودية مقاتلات «اف 15» في خطوة فسرها محللون على أنها ترمي على ما يبدو إلى ترهيب إيران، فيما أشاروا إلى أن واشنطن تسهل بيع الأسلحة إلى حلفائها في الخليج من أجل تطويق إيران.كما أعلن «البنتاغون» الأسبوع الماضي أن قطر والإمارات العربية المتحدة طلبتا من واشنطن أنظمة مضادة للصواريخ بقيمة تزيد عن 7.6 مليار دولار.وطلبت قطر نظامين للصواريخ المضادة للصواريخ البالستية العابرة أي 12 منصة إطلاق و150 جهازاً لاعتراض الصواريخ بقيمة 6.5 مليار دولار.كما طلبت الإمارات 48 صاروخاً مضاداً للصواريخ الباليستية العابرة و9 منصات إطلاق بقيمة 1.135 مليار دولار.والنظام الصاروخي المضاد للصواريخ البالستية العابرة صمم لاعتراض أو تدمير صواريخ باليستية خصوصاً تلك التي تنقل أسلحة دمار شامل.وذكرت شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية التي تعد أكبر شركات العالم على الإطلاق في مجال الصناعات العسكرية، أن السعودية ودولاً في مجلس التعاون أبدت اهتماماً بنظامها للدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية المعروف باسم «ثاد». ووقعت الإمارات طلب شراء مبدئياً بـ1.96 مليار دولار لأنظمة «ثاد» في ديسمبر الماضي. و»ثاد» نظام خاص للجيش الأمريكي مصمم لإسقاط الصواريخ ذاتية الدفع القصيرة والمتوسطة المدى بصواريخ اعتراضية تضرب الهدف.في الوقت ذاته، أعلنت الإمارات وبريطانيا في ختام زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للدولة الخليجية إقامة «شراكة صناعية دفاعية» تتعلق بمقاتلات «يوروفايتر تايفون» التي تسعى لندن لبيعها لدول الخليج. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه أبوظبي اهتمامها بشراء 60 مقاتلة «يوروفايتر تايفون» لاستبدال مقاتلات «ميراج» و»رافال» الفرنسية المتقادمة التي تملكها.وفسر محللون الخطوة بأنها «تبديد لآمال فرنسا في بيع مقاتلات «رافال»، جوهرة صناعتها العسكرية».وتفاوضت أبوظبي لسنوات مع فرنسا لشراء مقاتلات «رافال»، إلا أن المفاوضات تعثرت. وأبدت السعودية بدورها اهتماماً بالتقدم بطلبية مهمة جديدة تضاف إلى صفقة الـ72 طائرة «تايفون» التي أبرمتها الرياض، فيما أعربت سلطنة عمان بدورها عن اهتمامها بشراء 12 مقاتلة.وفي 2007 وقعت السعودية عقداً مع شركة «بي.ايه.إي» لشراء 72 طائرة «تايفون» في صفقة بـ7 مليارات دولار.وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية قبل أيام عن استعدادات بريطانيا لإرسال طائرات مقاتلة إلى الخليج العربي.ونقلت عن مصدر في الحكومة البريطانية قوله «إن هذا التحرك يأتي في الأساس بهدف تعزيز العلاقات طويلة الأمد بين بريطانيا ودول الخليج العربي وكذلك ضمن خطط لمواجهة الطوارئ».كما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أيضاً أن «لندن تدرس نشر طائرات حربية في الخليج».وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية ودبلوماسية أن «قاعدة الظفرة التي تبعد 20 ميلاً جنوب أبوظبي تعتبر قاعدة محتملة لنشر طائرات «تايفون»». ويتم استخدام القاعدة من قبل الطائرات القاذفة المقاتلة الفرنسية من طراز «ميراج» والتي يتم فيها أيضاً نشر طائرات وبطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ الأمريكية.ويأتي تعزيز دول مجلس التعاون لدفاعاتها العسكرية في وقت تتوعد فيه إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران.وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه «مستعد إذا لزم الأمر» لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، بينما توقع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن تضطر إسرائيل إلى ضرب إيران في 2013.