عواصم - (وكالات): أعلن متمردون أمس أنهم أطاحوا بالرئيس المالي أمادو توماني توري الذي لجأ إلى معسكر للجيش في العاصمة مع فرقة الحرس الرئاسي الخاصة. ودانت دول ومنظمات عدة الانقلاب في مالي الواقع في منطقة الساحل ويشهد حركة تمرد للطوارق وناشطين في الشمال، بينما كان يفترض أن تنظم انتخابات رئاسية فيه الشهر المقبل. وأعلنت فرنسا تعليق تعاونها.وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا علقت تعاونها مع مالي التي شهدت انقلاباً عسكرياً، لكنها تبقي على مساعدتها الإنسانية للسكان. وأوضحت باريس أن قرار تعليق التعاون يشكل كل الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية لكن السفارة الفرنسية في باماكو ستواصل نشاطها على الرغم من تجميد المبادلات السياسية. من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى "احترام سلامة” الرئيس توري. وصرح مصدر عسكري موال للرئيس ومصدر آخر قريب منه أن أمادو توماني توري موجود في معسكر للجيش مع أعضاء من الحرس الرئاسي. وقال المصدر أن "الرئيس موجود فعلاً في باماكو وليس في سفارة. إنه في معسكر للجيش يتولى القيادة منه”. فيما قال مصدر عسكري أن أمادو توماني توري "في حالة جيدة” و«في مكان آمن”. من جهته، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "تدين بشدة” الانقلاب العسكري في مالي وتطالب بـ«العودة الفورية للنظام الدستوري” في البلاد. وقال المتحدث جاي كارني في بيان إن واشنطن "متضامنة مع الماليين والحكومة المنتخبة شرعياً للرئيس أمادو توماني توريه”. ودان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الانقلاب، مشدداً على ضرورة الالتزام بالنظام الديمقراطي والاحتكام لشرعية صناديق الاقتراع.وفي وقت سابق، ظهر عسكريون يرتدون الزي الرسمي على التلفزيون الحكومي الذي احتلوه منذ أمس الأول ليعلنوا "إسقاط النظام غير الصالح” في باماكو وحل "جميع المؤسسات” وتعليق "الدستور” وفرض حظر للتجول. وقال المتحدث باسم الجنود المتمردين اللفتنانت أمادو كوناري إنهم تحركوا حيال "عجز” نظام الرئيس أمادو توماني توري عن "إدارة الأزمة شمال بلادنا” حيث تقوم حركة تمرد يقودها الطوارق وتنشط جماعات مسلحة منذ منتصف يناير الماضي. وتحدث كوناري بالنيابة عن اللجنة الوطنية لإصلاح الديمقراطية وإعادة الدولة.وأعلن أحد العسكريين أنهم أغلقوا "كل الحدود حتى إشعار آخر” بينما ذكر مصدر ملاحي مالي أن مطار باماكو أغلق وألغيت الرحلات الجوية "حتى إشعار آخر”.وفي وقت لاحق، قتل عسكري وأصيب 40، بينهم مدنيون، غالبيتهم بالرصاص عندما أطلق جنود متمردون النار. وأعلن مصدر عسكري من دكار "سقط قتيل وجريح في صفوف المتمردين” أثناء معارك مع الحرس الجمهوري قرب مقر الرئاسة.وعلق عدد من وزراء الخارجية الأفارقة الذين توجهوا إلى باماكو لحضور اجتماع حول أمن الساحل، في فندق وبينهم الكيني موزس ويتانغولا. ولقي الانقلاب إدانة من جانب المنظمة الفرنكوفونية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. كما أعربت الجزائر عن قلقها الشديد من الوضع في مالي ودانت "بشدة” اللجوء إلى القوة مؤكدة أنها "ترفض التغييرات المنافية للدستور”.