تولوز - (أ ف ب): قتلت الشرطة الفرنسية الشاب الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح الذي يشتبه بارتكابه 3 هجمات في تولوز ومونتوبان، وأوقعت 7 قتلى بينهم 3 عسكريين و3 أطفال إسرائيليين جنوب غرب فرنسا، صباح أمس خلال هجوم للشرطة تخلله إطلاق نار كثيف بعد محاصرة منزله لقرابة 32 ساعة، فيما تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باتخاذ إجراءات جنائية لمكافحة محاولات "نشر العقائد” المتطرفة، والتحريض على الكراهية والإرهاب عبر الإنترنت. وانتهت المواجهة بعد حصار الشقة التي تحصن فيها مع أسلحته، وهو المعروف بسوابقه وتحوله إلى مجاهد أكد أنه تصرف بناء على تعليمات من القاعدة. وبعد ساعات من الانتظار، أتت النهاية سريعة، وسمعت 3 انفجارات حيث اقتحم بعدها بدقائق شرطيون من وحدة النخبة الشقة التي تقدموا داخلها "خطوة خطوة” قبل أن يداهموه في الحمام، كما روى وزير الداخلية كلود غيان. وقاوم مراح قوات الشرطة، وسمع إطلاق نار كثيف بلغ 300 رصاصة. وفي نهاية الأمر قتله شرطيون بينما كان يحاول الفرار من شرفة شقته وهو يواصل إطلاق النار. وصرح مصدر من الشرطة نقلاً عن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن المشتبه "مات عندما وقع أرضاً”. وخلال إطلاق النار أصيب شرطي بجروح. وتبنت مجموعة "سرية طارق بن زياد كتيبة جند الخلافة” التابعة لتنظيم القاعدة الهجمات التي نفذها مراح.وقال بيان المجموعة إنه "في يوم الثلاثاء 19 مارس انطلق أحد فرسان الإسلام أخونا "يوسف الفرنسي” في عملية هزت أركان الصهيو صليبة في العالم كله”. وأضاف البيان الذي تم بثه على موقع "شموخ الإسلام” الذي يبث عادة بيانات تنظيم القاعدة "إننا إذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة، فإننا نقول بأن ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق أهلنا على أرض فلسطين الطاهرة وفي غزة على وجه التحديد لن يمر دون عقاب”. من جهته، قال مدعي باريس فرانسوا مولان إن محمد مراح منفذ اعتداءات تولوز جنوب غرب فرنسا صور الهجمات الثلاثة التي ارتكبها في 11 و15 و19 مارس ووضعها على الإنترنت. وعثرت الشرطة في حقيبته على الكاميرا التي استخدمها وشاهدت لقطات "واضحة تماماً” بحسب المدعي. وأشار المدعي إلى أن مراح تحدث أثناء تطويق المبنى الذي كان يتحصن فيه "وأوضح مساره والتزامه وتدريبه داخل القاعدة في المنطقة الباكستانية الأفغانية في وزيرستان”. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه "يريد تعزيز العقوبات الجنائية لمكافحة محاولات "نشر الأفكار” المتطرفة ومن بينها الأفكار المتطرفة”، وذلك بعد مجزرتي تولوز ومونتوبان جنوب غرب فرنسا.وأضاف في كلمة بقصر الإليزيه بثها التلفزيون والإذاعة "من الآن فصاعداً أي شخص يدخل إلى مواقع على الانترنت تمجد الإرهاب أو تدعو إلى الكراهية والعنف سيعاقب جزائياً”.وأضاف أن "أي شخص يسافر إلى الخارج ليتدرب على نشر أفكار عقائدية تؤدي إلى الإرهاب سيعاقب جزائياً”. وتابع "طلبت مع رئيس الوزراء فرنسوا فيون من وزير العدل إجراء دراسة معمقة بشأن انتشار العقائد في أوساط السجون”.ودعا الرئيس الفرنسي مواطنيه إلى "عدم الخلط” بين الإسلام والإرهاب، مؤكداً ان "مواطنينا المسلمين لا علاقة لهم بالدوافع الجنونية للارهابي”. واغلقت السلطات الفرنسية "صفحة إعجاب” على شبكة "فيسبوك” للتواصل الاجتماعي "تشيد” بمنفذ جريمة تولوز. وانشئت الصفحة بعيد مقتل مراح. وطلبت الوزارة من فيسبوك أوروبا إغلاقها. وتباهى المشتبه به خلال مفاوضاته مع الشرطة بأنه تلقى تدريباً لدى تنظيم القاعدة وبأنه واقف على تنفيذ مهمة لحساب التنظيم في فرنسا وأنه "عمل دائماً بمفرده لتركيع فرنسا، ولم يبد مراح الذي كان يقفل على نفسه وهو يتفرج على مشاهد لعمليات إعدام "أي ندم” سوى أنه "لم يوقع عدداً أكبر من الضحايا”.