تهيمن مسألة مشاركة أوروبية في تدخل عسكري في مالي على لقاء يعقد الخميس في باريس بين عشرة وزراء من خمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا، ترى في مثل هذه العملية فرصة لتحريك مشروع "أوروبا الدفاع".وعقد اجتماع وزراء الخارجية والدفاع للدول الخمس بالتزامن مع قمة ابوجا الأفريقية التي اقترحت الأحد إرسال قوة مقاتلة قوامها 3300 جندي أفريقي إلى مالي لمدة عام لاستعادة شمال البلاد بعد أن بات بأيدي مجموعات إسلامية مسلحة.ويعقد اللقاء في وزارة الخارجية قبل أربعة أيام من اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 19 نوفمبر في بروكسل، يفصل خلاله التخطيط لبعثة التدريب الأوروبية للقوات الإفريقية في مالي التي قد تضم ما بين 200 و400 عسكري أوروبي وذلك اعتبارا من يناير بحسب مصادر فرنسية.وعلى التدخل الدولي أن يحظى بموافقة مجلس الأمن الدولي في نهاية نوفمبر أو مطلع ديسمبر.وفي مقال مشترك نشرته السبت الصحف الفرنسية دعا وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والألماني غيدو فيسترفيلي الاتحاد الأوروبي إلى دعم نشر قوة دولية في مالي لمواجهة "الوضع الملح"، وذكرا بأن أمن منطقة الساحل وأفريقيا وأوروبا رهن بذلك.وإضافة إلى الدعم الألماني والفرنسي للبعثة الأوروبية "أعربت إيطاليا وإسبانيا عن اهتمام بالموضوع وبولندا عن تأييد" بحسب ما ذكرت أوساط وزير الدفاع جان ايف لو دريان.وبين القوى العسكرية الأوروبية الرئيسية، ستغيب بريطانيا عن اجتماع الخميس.وعلى جدول الأعمال بحسب وزارة الخارجية الفرنسية، "مستقبل القيادة والاستراتيجية الدفاعية على المستوى الأوروبي وتوحيد الجيوش والأدوات العسكرية والعمليات الحالية أو المقبلة وخصوصا مسألة مالي التي ستكون العملية المقبلة السياسية وللأمن الدفاعي المشترك للاتحاد الأوروبي".وفي وزارة الدفاع يتم التحدث عن "مرحلة دقيقة" لكي يصار "بتصميم كبير إلى إثبات طموح متجدد لمشروع أوروبا الدفاع".وكانت قضية المقر العام الأوروبي الدائم للدفاع التي دافعت عنها باريس وبرلين ووارسو، أثارت العام الماضي معارضة البريطانيين الشديدة، إذ دعا وزير الخارجية وليام هيغ إلى التقدم "بشكل براغماتي". وبات اقتراح لو دريان يقضي باتخاذ "خطوات صغيرة ملموسة" بدلا من "القيام بخطوة كبرى" في "أوروبا الدفاع".وقال أحد مستشاريه "إذا نجحت أوروبا من خلال العملية العسكرية في مالي في تعزيز القدرات الإفريقية لاستعادة شمال البلاد سيكون ذلك إنجازا لأوروبا الدفاع".وأضاف "إنها عملية عسكرية حقيقية" حتى وإن لم تكن مهمة قتالية. وتابع أن "الأوروبيين لن يذهبوا إلى الحرب ولن يطلقوا النار حتى وإن اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم. لكننا في وضع عسكري مع عناصر مسلحين على أرض أجنبية لإرساء الاستقرار واستعادة شمال مالي".ولعملية تتحملها مؤسسات الاتحاد الأوروبي، لم يكن من الممكن الذهاب إلى أبعد من ذلك خصوصا لأسباب دستورية خاصة بألمانيا. لكن فكرة العمل العسكري لبعض الاوروبيين خارج الاتحاد الأوروبي لم تستبعد في هذه المرحلة. وقيل في وزارة الدفاع إنه "من المبكر التكهن بذلك".