تحولت الأنظار في الضفة الغربية إلى عائلة الجعبري، إحدى أكبر العائلات الفلسطينية وأكثرها نفوذاً في مدينة الخليل، التي فتحت بيت عزاء، الجمعة، لابنها أحمد الجعبري القيادي العسكري البارز في حركة حماس، الذي اغتالته إسرائيل في غزة الأربعاء.ومثل اغتيال الجعبري، أبرز القادة العسكريين لحركة حماس، ضربة موجعة جداً للحركة، التي تسيطر على قطاع غزة، وتدير شؤونه منذ منتصف عام 2007.ومنذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، تمكن الجعبري من تطوير المجموعات المسلحة في حركة حماس في إطار ذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام الأشبه بجيش صغير ومنظم.وفتحت عائلة الجعبري بيت العزاء، الجمعة، في رابطة الجامعيين بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث علقت صورة الجعبري، وكتب تحتها "الشهيد البطل أحمد الجعبري" ووزعت البقلاوة للتهنئة باستشهاده، على آلاف الفلسطينيين الذين جاؤوا للتعزية.واغتالت إسرائيل الجعبري (52 عاما) المولود في غزة، والحاصل على شهادة بكالوريوس في التاريخ، بصاروخ أصاب مباشرة سيارة الجيب المدنية ذات اللون الرمادي التي كان يستقلها مع أحد معاونيه، في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.من فتح إلى حماسوتتحدر عائلة أحمد الجعبري من مدينة الخليل، وكان والده سعيد الجعبري على اتصال مع عائلته، في الوقت الذي كان يدير أملاكه في غزة والخليل وبئر السبع. وبعد حرب عام 1948 بقي في غزة.وقال ابن عمه العقيد في جهاز المخابرات والقيادي في حركة فتح، سمير الجعبري لوكالة فرانس برس، بصوت مفعم بالحزن "إن موت أحمد خسارة كبيرة، الدم لا يصير ماء".وأضاف "أنا نظمته في صفوف حركة فتح عام 1978، عندما كان تلميذا في المدرسة، وكان قريبا مني. وفي السجن عام 1989، خلال الانتفاضة الأولى، استقطبته حركة حماس. لم أعرف ظروف تحوله لأنني كنت في ذلك الوقت في تونس"، ثم أردف "لقد اختلفت وجهات نظرنا، لكنا سلكنا نفس طريق الثورة".أكبر عائلات الخليلوتعتبر عائلة الجعبري من أكبر عائلات الخليل وأكثرها نفوذا، وإحدى العائلات التي تشكل عنصرا مهما في تحديد سياسة المدينة سواء مع السلطة الفلسطينية أو الأردن. ويقول محافظ الخليل السابق، عريف الجعبري، "إن تعداد عائلة الجعبري نحو 10 آلاف نسمة في مدينة الخليل فقط، ولا يشمل هذا العدد مدينة القدس وباقي الضفة الغربية والشتات".وأضاف "عائلتنا ليست أكبر عائلة عددا ،لكنها الأقوى من حيث التماسك ومن حيث رابطة الدم، وتستمد العائلة نفوذها من قيادتها الدينية التاريخية التي تحولت إلى قيادة سياسية".وتابع: "يوجد في الحرم الإبراهيمي زاوية تعرف باسم زاوية الجعبري. لقد تعاقب عدد كبير من علماء الدين من العائلة على مشيخة الحرم، والتقى احدهم ابن بطوطة في رحلته. كما أن أول من تسلق سور القدس عندما فتحها صلاح الدين كان من عائلة الجعبري، واستشهد على أسوارها".وعند تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، كان أول من شغل منصب محافظ الخليل، عريف الجعبري، وأول من تولى منصب رئيس مخابرات في المدينة هو نظام الجعبري.ويشغل أفراد الجعبري مناصب عدة بالشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الفلسطينية. كما شغل منصب وزير الحكم المحلي في حكومة حماس عيسى الجعبري المعتقل إداريا في السجون الإسرائيلية.
International
عائلة الجعبري توزع حلوى شهادته في الخليل
17 نوفمبر 2012