قال المستشار السياسي للرئيس المصري، الدكتور سيف عبد الفتاح إنه لا أحد يمكنه أن يقول إن السلام العادل يحتاج إلى أدوات قوية للضغط على عدو مثل إسرائيل.وأضاف في برنامج "الحدث المصري" على شاشة "العربية" إن رد فعل القيادة المصرية جاء قويا بعد البيان الهزيل لوزير الخارجية المصري، حيث صدر بيان شديد اللهجة عن الرئاسة، ثم سُحب السفير المصري واستُدعي السفير الإسرائيلي للاحتجاج، وقام رئيس الوزراء المصري بزيارة لغزة.وأشار الدكتور عبد الفتاح إلى أن كل التصرفات السياسية المصرية جاءت لترسل برسائل قوية ومحددة تؤكد أن القيادة المصرية تتجه نحو موقف قوي وحاسم ضد ما تمارسه إسرائيل من عدوان على غزة.وأوضح أن البوابة الأساسية للحديث عن غزة هي بوابة القضية الفلسطينية، والموقف المصري يجب أن يسكن ضمن استراتيجية واضحة برفع الحصار وشكوى إسرائيل في المحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وبمقتضى الاتفاقيات الدولية المتعلقة باتفاقية جنيف.وأضاف أنه يجب أن تكون هناك حركة فعلية على الأرض للضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.وأشار إلى أنه من الواجب أن تتم مراجعة كل المبادرات العربية مع إسرائيل، مؤكدا أن مسألة الإسناد المادي للشعب الفلسطيني هامة جدا، كما أن الصمت عن محاولات تهويد القدس بالصورة الحالية أمر شديد الخطورة.وقال إن المسألة بأكملها ترتبط بعمل فعلي وحقيقي، ولا يجب أن تكون هناك قمم عربية مثل سابقاتها بقرارات على الورق دون تحرك حقيقي، مشددا على ضرورة أن يكون هناك تحرك عربي حقيقي وقرارات عديدة من المؤسسات الدولية.وأضاف أن العرب يضيعون الأوراق التي يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية، لأنه لا توجد إرادة عربية حقيقية.وأشار إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن تتم إدارته بقوة بعيدا عن المهادنات والتهدئة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ووضع العلاقات معها في الاعتبار في كل تحرك.وأكد أن مصر لا تستطيع أن تضغط على المجتمع الدولي وحدها، لإنهاء الحصار على غزة.وشدد على أن الواجب على مصر والعالم العربي والإسلامي أن يحل المشكلات الفلسطينية الحالية؛ سواء تعلق الأمر بالمستوطنات أو القدس أو الحصار على غزة أو غيرها من المشكلات الفلسطينية الحالية.من جانبه قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحكيم عوض إن العدوان البربري الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني هو عدوان غاشم، ولكنه لن يمنع الشعب الفلسطيني من الوصول إلى هدفه وإقامة دولته.وأضاف أن القرارات التي اتخذتها القيادة المصرية بعد العدوان الإسرائيلي تشكل دعما للفلسطينيين وعودة إلى الدور المصري الحقيقي الذى يؤازر الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.وأشار إلى أن أحد أهداف الحرب البربرية على غزة هو قياس مدى التغير في المواقف المصرية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن كل الخطوات المصرية جاءت قوية ورسالة حادة تؤكد دعم مصر للشعب الفلسطيني.وأوضح أن التحرك المصري ما بعد انتهاء العدوان يجب أن يدرس بعناية، لأن أحد أهداف الحرب هو توريط مصر في الحرب أو سلخ غزة من المشروع الوطني الفلسطيني ورميها في الحضن المصري.وأضاف أن الرد الأمثل على هذا العدوان الإسرائيلي على غزة يكمن في المصالحة الوطنية الفلسطينية، داعيا الرئيس الفلسطيني أبو مازن أن يجعل من العدوان على غزة نواة للتحرك الجدي للمصالحة العادلة بين الفلسطينيين.وأشار إلى أن التحرك الفلسطيني يجب أن يكون بلم الشمل الفلسطيني، مؤكدا أن حديث وزراء الخارجية العرب طالبوا بإعادة النظر في كل المبادرات والاتفاقات والتي لا تضع إسرائيل وزنا لها، ولذا يتطلع الشعب الفلسطيني إلى إجراءات مسؤولة وقوية وفى صالح القضية الفلسطينية.وأوضح أن العرب لم يقدموا أي شيء منذ أربع سنوات، على الأقل على المستوى المادي، للشعب الفلسطيني، رغم الوعود. مشيرا إلى أن الفلسطينيين يتوقعون الكثير من العرب بعد الربيع العربي.وأعرب عن اعتقاده أن مصر أمامها فرصة تاريخية لاستنهاض العمل العربي وجره إلى خانة الفعل، وعلى القيادة المصرية أن تنتهزها جيدا وتجعلها نقطة الانطلاق للتحرك العربي.وقال إنه يجب السعي لدعم الموقف الفلسطيني في المنظمات الدولية، واستغلال العلاقات مع الولايات المتحدة ومنظومة المصالح والضغط حتى لا يعارض أوباما أي تحرك عربي.وأكد أن هناك بشائر تثير التفاؤل بأن مصر حاليا تختلف عن مصر في السابق، وأن هناك آمالا كبيرة في حل المشكلات الفلسطينية في ظل التطور السياسي المصري الجديد.