انتشر مئات من عناصر الفوج الثالث من اللواء الأول التابع لقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق داخل مدينة كركوك بشمال البلاد والمحاذية لحدود الإقليم، وسط أنباء عن زيادة التوتر مع الحكومة المركزية في بغداد.وأظهرت صور نشرتها قناة الجزيرة اليوم الاربعاء مرابطة فوجين آخرين تابعين للبشمركة في أطراف قضاء طوز خورماتو شمال مدينة كركوك منذ ثلاثة أيام على خلفية استقدام الحكومة قوات إلى منطقتين قريبتين من كركوك مما يؤشر لتصاعد التوتر بين الجانبين.وقالت مصادر أمنية عراقية وكردية إن مسؤولين أميركيين اتصلوا أمس الثلاثاء بزعماء عراقيين وأكراد لتهدئة التوتر، وإن الأوضاع بدت هادئة حتى اللحظة في منطقة طوز خورماتو التي تقع على الحدود بين المنطقة الكردية وباقي العراق.وقد تصاعد التوتر تصاعدا كبيرا خلال الأيام الماضية بسبب تشكيل قيادة جديدة للقوات العراقية باسم "قوات دجلة" للعمل في مناطق يسميها الأكراد بالمناطق "المتنازع عليها".وقالت مصادر عراقية إن العشرات من العربات المدرعة والدبابات العراقية توجهت أمس إلى طوز خورماتو من قاعدة في التاجي إلى الشمال مباشرة من بغداد.وقال ضابط مخابرات ملحق بالقوات "تحركنا من التاجي إلى طوز خورماتو بأوامر بالرد فورا على أي هجوم".ووصف متحدث باسم قائد القوات المسلحة العراقية انتشار القوات بأنه إجراء وقائي، وأكد أن تعليمات صدرت للقوات بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، وكان قد حذر في وقت سابق القوات الكردية من تغيير مواقعها أو الاقتراب من القوات الحكومية.من جانبه قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني أزاد جندياني إن القوات الكردية وقوات البشمركة موجودة بالمنطقة لمنع اشتعال الوضع، "لأنه بمجرد توغل قوات قيادة دجلة الجديدة بمناطق متنازع عليها ستشتعل المنطقة".واعتبر مسؤولون أكراد مركز قيادة عمليات دجلة تهديدا مباشرا وخطوة للسيطرة على مناطق غنية بالنفط، لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أكد أن هذه القوات ضرورية لحفظ النظام في إحدى أشد المناطق توترا بالبلاد.ويأتي هذا الانتشار رغم أنباء عن موافقة الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني مبدئيا على رسالة وجهها رئيس الوزراء نوري المالكي يطلب فيها إدارة المناطق "المتنازع عليها" في كركوك وديالى بالمشاركة بين قوات عمليات دجلة والبشمركة الكردية.