عواصم - (وكالات): تراجع البرلمان الإيراني عن استجواب الرئيس محمود أحمدي نجاد بشان انهيار الاقتصاد، تحت ضغط المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي قال إن «البرلمان يجب ألا يعمل لمصالح أعداء ايران». وأراد خصوم أحمدي نجاد داخل مجلس الشورى المؤلف من 290 عضواً غالبيتهم من المحافظين استجوابه بشأن الأزمة الاقتصادية التي يرجعونها إلى سوء إدارته أكثر مما يرجعونها إلى العقوبات الغربية ضد طهران بسبب برنامجها النووي. وأدت المشاكل الاقتصادية إلى ارتفاع أسعار السلع وتراجع قيمة التومان الإيراني «الريال» وعمقت الانقسامات داخل النظام السياسي الايراني. وقال خامنئي الذي يملك سلطة مطلقة «إلى هذه اللحظة كانت خطة استجواب الرئيس ايجابية في إطار حس المسؤولية لدى البرلمان وتجاوب مسؤولي الحكومة». ونقلت وكالة أنباء مهر الايرانية عنه قوله «لكن اذا تمادى هذا الأمر لابعد من ذلك فسيكون هذا ما يريده الاعداء ولذلك اطلب من النواب المحترمين عدم الاستمرار به». ودعم 77 من نواب البرلمان طلب استجواب أحمدي نجاد وكان من المتوقع ان تركز الاسئلة على تقلبات التومان وما وصفوه بالتصرف الخاطيء بشأن تخصيص أموال من العملة الصعبة لأغراض منها استيراد آلاف السيارات الأجنبية. ونقلت وكالة مهر عن المتحدث باسم المجموعة عوض حيدر بور قوله إن المتقدمين بطلب الاستجواب سحبوه بعد طلب خامنئي. وفي مارس الماضي أصبح أحمدي نجاد أول رئيس في تاريخ ايران يستدعى للمثول أمام البرلمان. وفي جلسة استمرت ساعة أجاب الرئيس الإيراني على أسئلة بشان سجله الاقتصادي وولائه لخامنئي. وقال مشرعون إن أداءه أربكهم وأثار غضبهم. وفي الاسابيع القليلة الماضية شن أحمدي نجاد هجوما مضادا على السلطتين القضائية والتشريعية كاشفا للعلن عن خلاف حاد مع الاخوين لاريجاني وهما رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني. وقال أحمدي نجاد في خطاب أرسله إلى صادق لاريجاني إن السلطة القضائية سجنت مستشاره الصحفي بشكل ظالم وأنها بذلك تصرفت خارج إطار الدستور الإيراني.من ناحية اخرى، قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون إن القوى العالمية الكبرى الست ملتزمة بإجراء جولة جديدة من المفاوضات النووية مع إيران في اقرب وقت ممكن.والتقى مسؤولون من الدول الست في بروكسل للتخطيط للاتصال في المستقبل مع إيران وذلك في إطار جهد لإحراز تقدم على طريق حل الخلاف مع إيران بخصوص برنامجها النووي. وقال المتحدث إن القوى الست «لا تزال موحدة في جهودها من أجل الوصول الى حل دبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية».