كتبت - زينب العكري:طالب خبراء بإيجاد حلول جذرية لتطوير القطاع السياحي، داعين إلى تخصيص ميزانية مناسبة لتأهيل البنية التحتية، إضافةً إلى تسهيل منح التأشيرات للأجانب، كخطوة أساسية تتناسب ومكانة البحرين كعاصمة للسياحة العربية 2013.وأضافوا لـ«الوطن”، أن الخطوة الأخرى اللازم القيام بها تأتي من خلال الترويج الصحيح الذي تقوم به المؤسسات السياحية المتخصصة، عبر الاستفادة من الكفاءات الوطنية المتمكنة في هذا المجال، مشدِّدين على ضرورة وضع خطط تطويرية للكوادر البشرية لتأهيلها لمواكبة التطورات والمتطلبات التي تستجد المتعلقة بالقطاع السياحي.ودعوا إلى الاستفادة من خبرات دول الجوار، وخصوصاً دبي والسعودية فيما يتعلق بتطوير القطاع عبر إطلاق مهرجان تسوُّق تمتد لفترة طويلة عبر تقديم تخفيضات وخصومات لاستقطاب السياح، كما تقوم به دبي، واصفين المهرجانات التي تقام في المملكة بمجرد "مسميات”.وأكدوا أن البحرين تفتقد لأبسط مقوِّمات الجذب السياحي، والتي تتمثل في تطوير البنى التحتية للمتنزهات السياحية والأماكن الترفيهية، ناهيك عن وجود أماكن سياحية يمكن الاستفادة منها وتحويلها إلى مناطق ترفيهية، داعين إلى استحداث برامج متعددة في مجال السياحة.وأكد الخبير السياحي، عبدالله الكبيسي أن هناك إيجابيات كثيرة في البحرين لتكون موقعاً سياحياً، لكن يقابلها معوقات تتمثل في عدم وجود هيئة تهتم بتطوير القطاع فعلياً، موضحاً أنه من المفترض أن تكون الهيئة مشتركة مع القطاعين العام والخاص.وأضاف الكبيسي "تفتقد المملكة إلى المواقع السياحية المتميزة والتي من شأنها استقطاب المزيد من السواح”، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يجب تسهيل منح التأشيرات للأجانب، إضافةً إلى تسهيل الحصول على الخدمات، وتقديم عروض تنافسية أمام السائح لتحقيق عوائد مجزية.وواصل "يهتم السائح الأجنبي بالتعرف على تراث وثقافة أي بلد مستضيف.. لا يوجد في البحرين مواقع تراثية متميزة.. يجب إنشاء المزيد من المواقع الأثرية لجذب الزوار”.وبيَّن أن قلة وسائل المواصلات تُعدُّ من أبرز معوقات الجذب السياحي، حيث لا يوجد "تاكسي” إلا أمام المطار فقط ومقابل بوابات الفنادق، داعياً إلى تخصيص أماكن للتاكسي في المناطق الأخرى، وخصوصاً في المواسم السياحية.وأضاف الكبيسي أنه يجب أن تكون طيران الخليج وطيران البحرين أحد شركاء هيئة السياحة، ضارباً المثل بطيران الإمارات التي تُقدِّم تخفيضات تصل إلى 50% لموسم مهرجان دبي.وقال الكبيسي: "يجب استحداث مشروعات جديدة لإظهار مكانة البحرين السياحية، إلى جانب تقديم الدعم المطلوب.. توجد مواقع سياحية جيدة في المملكة، لكن يتطلب استثمارها بالشكل الأمثل”.وأضاف الكبيسي: "من الممكن صنع المواقع السياحية من خلال الاعتناء بأحد السواحل البحرية ومن ثم تطويره سياحياً، بحيث يتم وضع كافة الخدمات المطلوبة.. يجب فتح الأبواب لتطوير القطاع السياحي في البحرين ومنح التراخيص اللازمة لتأهيله”.وأوضح الكبيسي "وجود فعاليات خلال الإجازات الطويلة يساعد على جذب السياح وخصوصاً من السعودية والأجانب.. صحيح أن الفورمولا1 يُعدُّ من العوامل السياحية، لكن يجب إيجاد برامج سياحية متعدِّدة”.من جانبه، قال رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة البحرين نبيل كانو: "السياحة في البحرين لها مردود جيد، وذلك يعتمد على الترويج السياحي المكثف”.وأضاف كانو: "يجب على البحرين الآن إعادة صياغة نفسها كعاصمة الثقافة العربية.. نأمل كقطاع خاص أن نرى تنسيقاً أكبر بين القطاعين العام والخاص كتنظيم دورات تدريبية متخصصة حول أبرز احتياجات المملكة للترويج السياحي”. وتابع: "لدينا كل من المقومات والكادر الوطني، لكن يجب استغلالها بشكل أمثل.. ما شهدته البحرين من أحداث مطلع العام الماضي يُحتِّم علينا إعادة صياغة أنفسنا”.وأوضح كانو: "يوجد كتيبات إرشادية بمطار البحرين الدولي والفنادق، حول المعالم السياحية في البحرين، لكن لم يتم استخدام المنافذ السليمة لتوزيعها وإبرازها.. يوجد في الكتيب المناطق السياحية الهامة وأبرز المطاعم.. يجب استخدام منفذ آخر ليستفيد منه عدد أكبر من الزوار”.وأردف "لابد من الترويج السياحي بالشكل الأمثل والمناسب خصوصاً في الفعاليات الكبيرة، مثل "الفورمولا1”، بحيث يجب أن يكون هناك تنسيق وفي نفس الوقت ترويج ودعم السواح لتعزيز القوة الشرائية”.بدوره، قال الخبير السياحي، أكرم مكناس: "لابد من إيجاد عامل الاستقرار الأمني والنفسي لإنجاح الترويج السياحي في المملكة.. يوجد الكثير من المميزات في البحرين، لكن يجب أن يقابلها التشجيع على السياحة”.ورأى مكناس، أن المهرجانات التي تقام محلياً من الممكن الاستفادة منها اقتصادياً، داعياً إلى تشكيل هيئة عليا مهمتها الإشراف على وضع التصورات والخطوط العريضة للمهرجانات وتنفيذها مع الإشراف عليها، بحيث يجب أن تتزامن مع سباقات "الفورمولا1”، مع أهمية إبراز معالم البحرين.وكان نائب رئيس لجنة السياحة الخليجية، محمد بوزيزي أكد في تصريحات سابقة، أن البحرين بحاجة إلى عشرات الملايين لتطوير القطاع السياحي على المدين المتوسط والطويل، داعياً حينها إلى تطوير البنية التحتية، وخصوصاً أن المنامة ستكون عاصمة السياحة العربية 2013.يشار إلى أن عدداً من الخبراء، أجمعوا في وقت سابق على أن البحرين بحاجة 250 مليون دينار على الأقل، منها 50 مليوناً لإقامة مدينة ترفيهية متكاملة، ما سيؤدي إلى تغيير الخارطة السياحية في المملكة، ووضعها بمصاف الدول المُتقدِّمة سياحياً.وأضافوا، وقتها أن ذلك لن يتحقق إلا بتعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص، موضحين أن السياحة العائلية في البحرين تفتقد للكثير من المقومات، وبالتالي فإن نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي لا تتناسب مع حجم ومكانة وخبرة البحرين في القطاع.ودعوا إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في مثل هذه المشروعات، مؤكدين أن إنشاء مدينة ترفيهية متكاملة تحوي مطاعم ومواقف سيارات سيؤدي إلى تعزيز السياحة العائلية، ما يعود على المملكة بمردود اقتصادي.ولفتوا إلى أن العديد من دول العالم تعتمد على السياحة في زيادة الدخل القومي، كتايلند وإسبانيا وفرنسا، أما في دول المنطقة، فقد أصبحت الإمارات مثالاً يحتذى به، داعين إلى الاقتداء بتجارب تلك الدول التي باتت وجهة نظر سواح العالم.