عواصم - (وكالات): اتهم ناشطون سوريون قوات الرئيس السوري بشار الأسد بإلقاء قنابل عنقودية على بلدة «دير العصافير» في ريف دمشق ما تسبب بمقتل أطفال. في غضون ذلك، نجح المقاتلون المعارضون للنظام خلال الساعات الماضية في أن يقطعوا عملياً الطرق التي تربط محافظة الرقة بمدينة حلب، بعد استيلائهم على سد تشرين الاستراتيجي على نهر الفرات، في وقت تتواصل العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها. سياسياً، رأى رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن دعم فرنسا للائتلاف الوطني السوري المعارض «غير مقبول إطلاقاً في نظر القانون الدولي». وقد بث ناشطون أشرطة فيديو على شبكة الإنترنت تبدو فيها جثتا طفلتين تغطيهما الدماء ممددتين أرضاً، إلى جانب جثث 3 فتيان. ويقول المصور «25 نوفمبر 2012، طائرة ميغ أسقطت قنابل عنقودية على دير العصافير». وفي شريط آخر، تظهر عشرات القنابل الصغيرة إضافةً إلى 3 أجزاء لقنبلة كبيرة. ويقول رجل أمام الكاميرا «الأولاد كانوا يلعبون، نزلت علينا هذه المصيبة. لا مسلحين ولا إرهابيين هنا». ويقول آخر «هذا ما ترسله إلينا روسيا، جمعنا أكثر من 70 قنبلة صغيرة، إنها صناعة روسية». وذكرت لجان التنسيق المحلية في بريد إلكتروني أن 10 أطفال قتلوا في «مجزرة» ارتكبتها قوات النظام بإلقاء قنبلة عنقودية أصيبوا بها بينما كانوا يلهون في المكان. واتهمت منظمات غير حكومية عدة ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان النظام السوري باستخدام قنابل عنقودية.من جهة أخرى، قصفت طائرة حربية بلدة أطمة شمال غرب سوريا مستهدفة مقراً للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية المعارضة للنظام، دون وقوع ضحايا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلي الكتائب الثائرة سيطروا على سد تشرين والأبنية المحيطة به في ريف حلب بعد اقتحامه إثر اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام أياماً عدة». وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن «الاستيلاء على السد خطوة مهمة، لأنها تعني عملياً قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش»، مشيراً إلى أن هناك «طريقاً صغيرة متبقية تجتاز النهر، لكنها صعبة ووعرة جداً».ويواصل المقاتلون المعارضون عملياتهم من أجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ 4 أشهر. ومن أجل استقدام تعزيزات إلى حلب من دمشق عبر الطريق السريع، يفترض بقوات النظام أن تمر في مدينة معرة النعمان الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ 9 أكتوبر الماضي. وبذلك، يكون المقاتلون المعارضون أحكموا سيطرتهم على المنطقة الممتدة على مسافة 70 كلم بين محافظتي حلب والرقة المتاخمتين للحدود التركية دون أن يعني ذلك أنهم أصبحوا في منأى عن الغارات الجوية. وذكر المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أن «أكثر من 130 شهيداً سقطوا في الأيام الماضية في مدينة داريا» وحدها في ريف دمشق. وأوضح المرصد أن غالبية هؤلاء من المقاتلين المعارضين. وفي حصيلة أولية للقتلى سقط 65 قتيلاً في سوريا، بحسب المرصد. في الوقت ذاته، أعلن ضباط منشقون عن الجيش السوري تأسيس «تجمع الضباط الأحرار» بهدف «وضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد»، مشيرين إلى نيتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي أنشئ أخيراً في الدوحة. وفي موسكو، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض، معتبراً أنه «غير مقبول إطلاقاً في نظر القانون الدولي». من جانبه، قال الجيش التركي إن صواريخ أرض جو من حلف شمال الأطلسي من المقرر نشرها قرب الحدود التركية السورية ستستخدم في حماية الأراضي التركية وليس لإقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، وتلك الخطوة أثارت غضب روسيا وإيران وسوريا.من جهة أخرى، أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن إطلاق نار من مصدر سوري وقع بالقرب من عربة عسكرية إسرائيلية كانت تتنقل في القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان، دون أن يؤدي إلى ضحايا أو أضرار.