غفلة ضمير ابنتان عاشتا وحيدتان في البيت،لم يسأل جيرانهما و أقرباءهما عن أحوالهما، فقد كان والديهما همهما الوحيد الخروج مع الأصدقاء و اللهو و ترك الأبناء في المنزل حتى لا يعكرا صفو أيامهما الجميلة.خرج الأبوان، فكانت نظرة ابنتهما الصغيرة التي تبلغ من العمر 7 سنوات يرثى لها مع قطرات دموع تود فيها الخروج مع والديها و لو لمرة واحدة، أما أختها الكبيرة التي كادت أن تبلغ سن 17 عاما لم تكن كثيرة الاهتمام بأمر والديها لأنها لطالما مرت بهذه الأيام القاسية، فلم تكن للابنة الصغيرة هند خيار سوى أنها تذهب إلى حديقة المنزل الكبير بصحبة الخادمة في غياب والديها، بينما الأخت الكبرى فكانت تقضي أوقاتها كلها على جهاز الحاسوب تتراسل مع أصدقائها.عندما خرجت هند إلى الحديقة، شرعت تلعب بالأرجوحة و غيرها من الألعاب، و كانت ترجو أختها الكبيرة سمر باللعب معها و لكنها لم تستجب لها لانشغالها بالحاسوب، و بعد قليل ذهبت هند لاستكشاف المكان أكثر فأكثر، فما رأت إلا مكانا سريا تستطيع من خلاله أن تعبره و تصل إلى الحي الخارجي، وكما نعرف أن هند صغيرة في عمرها لاتتحكم في تصرفاتها، فكانت تود الخروج من هذا المخرج، ولكن لسوء حظها أن الليل تدارك فلم تستطع الخروج فانتظرت حتى اقبل الصبح، و توجهت إلى اختها للاستئذان و طلب المجئ معها و لكن اختها رفضت لأنها لم تكن مهتمة بشؤون اختها ولم تخشى عليها الذهاب لوحدها مع الخادمة, مع العلم بأنها كانت تعلم بأمر المكان الذي تحويه الحديقة و لكنها تجاهلته لأنها كانت تثق بهند والخادمة , فلما خرجت هند والخادمة سرعان ماتذكرت المكان السري فذهبت وساقيها كالريح قبل ان تراها سمر وتمنعها من الذهاب , فخرجت هي والخادمة تلعبان وتضحكان في الحي بصوت عال , فبينما كانتا تمشيان رأى شخصا اجنبيا الخادمة فذهب اليها مسرعا يهددها , لأنها كانت تعطيه الاموال وكل اسبوع من خلال سرقتها اموال والدا هند , فوعدته مرة بالاموال لكنه لم ير شيئا منها , ولكنها خشيت على حالها فأخبرته بأن هند ابنة الغني الذي تعمل في بيته فخذ منها ما شئت ولكنه اخذ بسكينه ووضعه قرب عنق هند وقال للخادمه وهو مهددا إياها: " إن لم تحضري الاموال حالا سوف اقضي على الطفلة" , اخذت هند تصرخ وتطلب المساعده , ولكن دون جدوى , فالحي اللذي كانت فيه مهجورا ولا حياة لمن تنادي, اما الخادمة فقد استسلمت ولم تحضر الاموال , وقتلت هند بين يدي المجرم. اما الاخت سمر فقد نامت وهي جالسة على جهاز الحاسوب, وفي صباح اليوم الثاني صدر في الأخبار عن أمر تلك الطفلة, فراحت مسرعة الى غرفتها فلم تجدها ومن ثم الى الخادمة , ولكنها لم تعثر على اي شخص في المنزل فأخذت تبكي وتصرخ وتؤنب نفسها على عدم خروجها مع هند وعدم مبالاتها بأمرها .وهنا حدثت الكارثه حيث توفيت الام بسبب الصدمة , واما الاب فقد اصيب بشلل , وهذا كله نتيجة الاهمال والضمير اللذي كان غافلا طوال هذه السنوات.