د. مصطفى سالم?تطرح الفنانة التشكيلية ندى الهاشمي السؤال الأهم الذي يراود المبدعين، وهو: كيف للإبداع أن يكون أجمل وسط حياة بائسة؟ إن مثل هذه الأسئلة تحمل إجابات متعددة، لكنها تشير حتماً إلى مسيرة المبدع وتوجهه. ففي هذا السؤال يكمن تحدي الإبداع، وفيه بلا شك تكمن إجابة عن السر الذي بموجبه يختار المبدع الإبداع وسيلة لصناعة عالم أجمل.في معرضها الشخصي بنادي سيدات دبي -الذي أقيم على مؤخراً على هامش معرض المرأة- تجد الهاشمي أننا نعيش في مرحلة غامضة البدايات ومقلقة إلى ما تصير إليه. ونحن وسط كل ذلك نفتقد برأتنا وطهرنا. والأمل بالنسبة لها ليس عودة، بل تصويب لمسار «ذلك منتهى حلمي أن يكون أجمل ما لدينا من حب وانتماء هو رسالتنا».والهاشمي التي تحمل شهادة جامعية في الأدب الفرنسي، ودرست الفن والخط العربي وتعمل كإعلامية وتكتب في مجال الفن والثقافة تستنفر، كل المشاهد الشعرية لتعلن ولادتها اللونية المثيرة. ولهذا تختار بكل وضوح أن يكون المشهد جزءاً من لوحتها ومساهماً في إعادة الاعتبار لعالم وحياة يجري تحطيمها بفعل علاقات نشأت كأنها هزيمة في عالم تتحول فيه المعاني السامية لمفهوم حربي. وهنا تختار -وتلك مسألة هامة في الإبداع- عالمية القضية من خلال وجوه تتجاوز جغرافية العرق والانتماء لبقعة معينة، إذ إن الانتماء هنا هو للحلم والحزن وكلاهما يملك فضاء لا منتهى له.تؤكد الهاشمي أن الإدهاش ليس هدفها، بل هو موضوعها الذي تبحث فيه عن شيء منها يخرج من اللوحة إلى المتلقي. ومادام هو كذلك فالإدهاش هو المشاهد نفسه، والذي هو هنا بطل منتصر غير معلن عنه أو خاسر يشارك في قتامة مشهده. وتضع اللون في اختيار، إذ إن المعاني -في لوحة- تملك اللون، وعليه أن يحدد هو أيضاً مشهده المختلف والمثير معاً. تقول الهاشمي «هذه مرحلة في رسوماتي.. ولا أستطيع الجزم ماذا ستكون المرحلة اللاحقة .. لكنني سأبقى على نفس القضية وهي الانتماء لقيم المحبة والسلام». وحول طقوس الرسم تقول «لا أعرف متى أتوقف لأني أساساً لا أعرف متى أبدأ». وتضيف «كل ما أنجزه يأتي من حالة ما بعد ثبات يعاند سكوناً بقدر ما تحب هذه الحالة فضاء البراءة».الهاشمي في معرضها تملك الإخلاص لقضية الفن، لهذا تفهم التصوف باعتباره «طريقة لحياة أجمل» وليس اعتزالاً لها.? ناقد