أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقطع رواتب ثلاثة أفواج كردية تابعة للفرقة 12 ومدرسة قلاجولان وزاخو العسكريتين، حسبما نقلت صحيفة "هاولاتي" الكردية. وذكرت الصحيفة أن الأفواج الثلاثة مسجلة ضمن قوات الجيش العراقي، وهي أفواج خاصة بحزبي مسعود بارزاني وجلال طالباني (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، وتدفع الحكومة العراقية رواتبهم، موضحة أن مدرستا قلاجولان وزاخو لتخريج الضباط مسجلتان ضمن وزارة الدفاع العراقية.وتقول الصحيفة إن المالكي قام بهذه الخطوة لكي يثير اعتراض حزبي البارزاني والطالباني، ويكشف بذلك أن الجيش العراقي لا يتكون من العرب فقط، وأن المالكي لم يحتجز الجيش العراقي لصالحه فقط، وأن عناصر قوات حماية بارزاني وطالباني يستلمون رواتبهم من بغداد، وأن الحزبين الكرديين يقفان ضد الفرقة 12 التي تضم ضمن تشكيلاتها ثلاثة أفواج كردية، والمدرستان الحربيتان في قلاجولان وزاخو هما أيضا ضمن قطاعات وزارة الدفاع والداخلية العراقية، وعلى ملاك الفرقة التي يقف بارزاني وطالباني ضدها.بارزاني: المالكي تفرعنمن جهته، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أن قوات البيشمركة لن تبادر إلى فتح النار على قوات الجيش العراقي التي أرسلت إلى المناطق المتنازع عليها، وقال ردا على سؤال بشأن التوتر العسكري والأمني جنوبي كركوك بين قوات الإقليم وقوات "عمليات دجلة"، إن البيشمركة "لن تطلق رصاصة الحرب الأولى ونحن لن نكون البادئين، رغم أننا على أتم الاستعداد لأي شكل من اشكال المواجهة المسلحة".وشدد بارزاني في حوار خاص مع صحيفة "المدى" العراقية هذا اليوم، على أن مشكلة كردستان "لا تتعلق بكردستان وحدها، وهي ليست ذات طابع شخصي، إنها جزء من مشكلة الحكم في العراق، وحين نريد أن نقوم بإصلاح الحكم، فهو من أجل العراقيين بمختلف انتماءاتهم".وذكر أن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي لم يلتزم باتفاق اربيل ونقضه، فتأثرت علاقته مع جميع الشركاء السياسيين. وأضاف أن المالكي "حاول أن ينسى كل الاتفاقات بسرعة، أي أنه نسي الاتفاقات التي جعلته على رأس الحكومة، إذ إنه لم يأت بانتخاب مباشر رئاسي، ولم يأت بانقلاب عسكري، بل بتوافق برلماني، ومع ذلك راح يتفرعن على الكتل البرلمانية وبصفقة سياسية".وبشأن ما يقال بأن الأزمة مع بغداد باتت اليوم نتاج "مشكلة شخصية" مع رئيس الوزراء، قال بارزاني "ليست لدي أي مشكلة شخصية مع المالكي والله يشهد على كلامي. إلا أن تصرفاته لم تكن مقبولة، ولم تعد تشجعنا على بناء الثقة. وأضاف" أنا كنت أتصور في السابق أن المالكي يدافع بنفسه عن القضية الكردية حتى في غيابي، لأنه كان معنا ونعرفه منذ عام 1982، وعاش مع البيشمركة واطلع على مقراتنا منذ زمن طويل. وحين سقط صدام حسين لم يستطع المالكي أن يدخل العراق من الوسط أو الجنوب، بل جاء إلى كردستان ونحن الذين سهلنا له الوصول إلى بغداد، ثم دعمناه مرارا ونحن الذين قمنا بمنحه الثقة وجعله رئيسا للوزراء".ويتحدث بارزاني بألم عن مضايقات تعرض لها الكرد المنتسبون إلى المؤسسة العسكرية العراقية في الآونة الاخيرة، قائلا إنه طلب أن تتخذ القيادات الكردية موقفا حيال هذا ولكن "فضل الآخرون التهدئة".ويعيد بارزاني التذكير بحادثة مثيرة كشف عنها مؤخرا في هذا السياق، ويوضح أن المالكي راح يتحدث في أحد الاجتماعات مع كبار القادة العسكريين عن الخلافات مع التحالف الكردستاني، فبادر أحد الضباط إلى القول: سيدي بمجرد أن تأمر يمكننا أن نزحف على الأكراد ونخرجهم من صلاح الدين! "فعلق المالكي على كلام الضابط بالقول: انتظروا فقط حتى نتسلم طائرة اف 16 من أمريكا وسترون ما سأفعل".ويقول بارزاني "بالنسبة لي لا فرق بين اف 16 وميغ 17 التي استخدمها صدام حسين في ضربنا، إلا أن النوايا وهذه العقلية خطيرة، فبدل أن يفكر المالكي باستخدام المقاتلات الحربية لحماية العراق، فإنه ينتظر وصولها لضرب القرى والمناطق الكردستانية. وبعدها يمكن أن يضرب أي منطقة أخرى في العراق ويستخدم القوة والجيش الوطني في حل الخلافات بين القوى السياسية وهذا خرق كبير للدستور".وحسب تقدير بارزاني فإن الخطورة تكمن حاليا في "عقلية المالكي" وطريقة تفكيره التي جعلته يحلم أن يصبح "حاكما مطلقا خارج الشرعية"، ويتساءل: لا أدري أي طاقم مستشارين يحيط بالمالكي ويدلي اليه بهذا النوع من الاستشارات؟ هل يعقل ان الكرد، وبعد أن قدموا كل هذه التضحيات لإسقاط صدام حسين، وتعرضوا إلى إبادة جماعية وأنفال، يضطرون لمواجهة رئيس وزراء العراق الجديد الذي يحلم مثلا بأن يقوم هو بتعيين مدير أمن أربيل وعدم احترام صلاحيات إقليم كردستان.
International
بارزاني: المالكي تفرعن ويحلم أن يكون حاكماً مطلقاً
28 نوفمبر 2012