مع التحضيرات التي تقوم بها كل من القوات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد وجيشه لمعركة دمشق الفاصلة، احتدمت المعارك خلال الأسابيع الأخيرة على أطراف العاصمة وريفها وسط تكثيف الضربات الجوية لقوات النظام السوري، ما أدى إلى ارتفاع أرقام الضحايا بشكل قياسي فاق أرقام ضحايا حمص التي كانت تستحوذ على العدد الأكثر من قتلى الثورة لأشهر طويلة، حسب مصادر حقوقية.
ووفق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، فإن عدد القتلى في ريف دمشق، بلغ أكثر من 7737 إلى الثلاثاء، في حين أعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 56 آخرين خلال يوم الأربعاء، وهو الرقم الأعلى بين عدد القتلى في مختلف المحافظات السورية منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار العام الماضي. أما عدد القتلى في العاصمة دمشق فقد وصل إلى 2450. وفاقت أرقام ريف دمشق لأول مرة أعداد القتلى في حمص التي استحوذت على النسبة الأعلى من عدد الضحايا بين مختلف المدن لأشهر طويلة، ما دفع نشطاء الثورة والمعارضة لإطلاق تسمية "عاصمة الثورة" على مدينة حمص التي بلغ عدد القتلى فيها نحو 7720 إلى يوم الأربعاء. وتأتي مدينة إدلب شمال سوريا في المرتبة الثالثة بعدد الضحايا الذي فاق 5415 قتيلاً، في حين بلغ العدد الإجمالي لضحايا الثورة الذين سقطوا على أيدي النظام السوري أكثر من 40300، بينهم نحو 3650 طفلاً، حسب المصادر ذاتها. احتدام المعارك وشهد ريف دمشق الارتفاع الكبير في عدد الضحايا، لا سيما الأسبوع الماضي، في وقت سيطر فيه المقاتلون المناهضون للرئيس السوري على أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالعاصمة، ما دفع قوات النظام السوري لتعزيز قصفها الجوي للأحياء السكنية حسب منظمات دولية. وأعلنت منظمة "هيومن رايتس وتش" الحقوقية أمس، أن الطائرات المقاتلة للنظام السوري كثفت من قصفها مناطق سكنية خلال الأسابيع الأخيرة باستخدام قنابل شديدة الانفجار وقنابل عنقودية أودت بحياة 11 طفلاً وجرح عشرات آخرين مطلع الأسبوع الجاري في دير العصافير بريف دمشق. ويعتبر ريف دمشق، التي تبلغ مساحتها أكثر من 18 ألف كم مربع، من المحافظات المهمة في سوريا، حيث تتركز فيها العديد من الثكنات العسكرية والمصانع، وتحيط بالعاصمة دمشق بشكل شبه دائري، وتتكون من تسع مناطق رئيسية تحتوي على قرى ومدن، وهي دوما والقطيفة والتل ويبرود والنبك والزبداني وقطنا وداريا وقدسيا، وهي معظمها مناطق ساخنة تصنف على أنها خارجة عن سيطرة النظام. واحتدمت المعارك في ريف دمشق خلال الأسابيع الأخيرة بشكل قوي مع توجه العديد من كتائب الجيش الحر إليها تمهيداً للهجوم على العاصمة التي شهدت اشتباكات عدة على الأطراف خلال الأسبوعين الأخيرين، في وقت رشحت فيه أنباء عن سحب النظام السوري لقواته من مدن عدة في سوريا واستقدامها إلى العاصمة التي تعتبر معاركها بمثابة حسم للثورة.