تصدّر اسم المدرب الأرجنتيني المنحدر من أصول عربية، أنطونيو محمد، عناوين الصحف المكسيكية هذا الأسبوع، بعدما قاد فريقا مغمورا يدعى "تشولوس دي تيخوانا" لإحراز لقب الدوري المحلي لكرة القدم والمعروف باسم "أبيرتورا"، لأول مرة في تاريخه على حساب نادي تولوكا العريق.ولم يكن أكثر المتفائلين من جماهير نادي تيخوانا الوصول إلى قمة الدوري المكسيكي، بالنظر إلى حداثة عهد الفريق الذي لم يمض على تأسيسيه سوى خمس سنوات فقط، حيث ظهر عام 2007، وشق طريقه سريعاً ليتوّج بلقب الدوري ويدخل التاريخ من أوسع الأبواب.ويدين النادي الذي يتخذ من مدينة تيخوانا الحدودية مقراً له، بكثير من الفضل فيما وصل إليه لمدرب أرجنتيني يُدعى أنطونيو محمد، وهو - كما يبدو واضحاً من اسمه – ينحدر من أصول عربية "شامية"، حيث هاجر أجداده قبل نحو قرن من الزمن إلى الأرجنتين إبان حكم الدولة العثمانية لسوريا ولبنان.وتولى محمد تدريب تيخوانا العام الماضي فقط، ونجح خلال وقت وجيز في بناء فريق قوي ناطَح الجميع في الدوري المحلي حتى توّج باللقب، بعدما صعق تولوكا في مباراتي الذهاب والإياب للدور النهائي، ليحتفل بالكأس وسط فرحة غير عادية لجماهيره.ونال المدرب العربي الأصل إشادة واسعة في وسائل الإعلام والصحف المكسيكية، التي أجمعت على أنه دخل تاريخ كرة القدم في البلاد، بعدما قاد نادٍ مغمور إلى سلّم المجد، وتخطى العديد من الفرق القوية وصاحبة الجماهير الطاغية.محطات عديدةويملك أنطونيو محمد تجربة تدريبية ثرية سواء في الأرجنتين أو المكسيك، وقبل ذلك كان لاعباً مميزاً، ودافع عن ألوان منتخب "راقصي التانغو" في أربع مباريات سجل خلالها هدفاً واحداً خلال الفترة بين عامي 1988 و1991، قبل أن تجبره إصابة خطيرة على الاعتزال بعدما كان قريباً من الانضمام لنادي فيورنتينا الإيطالي.وتطلق الصحافة الأرجنتينية على محمد لقب "توركو" وهو يعني باللغة العربية "التركي" بسبب أن عائلته حين هاجرت إلى الأرجنتين كانت بلاد الشام تحت حكم الدولة العثمانية، علماً أن أصول عائلته مُثبت أنها من بلاد الشام، وتحديداً من سوريا أو لبنان.وبدأ محمد مشواره كلاعب عام 1988 في صفوف نادي هوراكان، حيث أمضى معه ثلاثة أعوام لعب فيها كمهاجم وسجل 41 هدفاً، ثم انتقل للنادي الكبير في الأرجنتين بوكا جونيورز، ولعب معه موسماً واحداً تحوّل بعده لنادي إنديبيندنتي.وخاض "توركو" بعد ذلك أولى تجاربه خارج الأرجنتين، إذ انضم لنادي نيزا توريس وأمضى معه خمسة مواسم، ويبدو أن الأجواء المكسيكية استهوته، فظل في هذا البلد وانتقل لنادي مونتيري ومنه لنادي ديبورتيفو مارتي ثم نادي ايرابواتو.وتواصلت تجارب محمد المكسيكية بعد ذلك، وظل يتحول بين نادٍ وآخر دون أن يستقر به المقام أكثر من موسم واحد، حيث لعب لأندية أتلانتي وسيلايا وزاكاتوبيك، قبل أن يعتزل عام 2003 ويتحول مباشرة إلى مجال التدريب، ومثلما كانت بدايته كلاعب مع هوراكان، احتضنه هذا النادي أيضاً في أولى محطاته التدريبية.وعاد محمد من جديد إلى المكسيك، وخاض العديد من التجارب التدريبية القصيرة، وكان معظمها مع فرق دافع عن ألوانها سابقاً كلاعب، ثم تولى الإشراف على نادي أتلتيكو كولن الأرجنتيني، وحقق إنجازه الأبرز كمدرب في بلاده بعد ذلك مع إنديبيندنتي حينما قاده لإحراز لقب بطولة "كأس سودا أمريكانا" الخاصة بدول أمريكا اللاتينية.واعتباراً من العام الماضي اختار المدرب الشاب خوض تحدٍ آخر في المكسيك عبر نادي تيخوانا، ومعه سجل إنجازه الأخير، الذي سيفتح له حتماً أبواب الشهرة وقد يجعل أحد الأندية الكبيرة في الأرجنتين تسارع للاستفادة من خدماته قريباً.