كتب - عبد الله إلهامي:يُشكّل منتدى حوار المنامة، الذي تنطلق نسخته الثامنة اليوم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، قمة غير رسمية للأمن الإقليمي في المنطقة ومنصة حوارية فاعلة لهندسته بحضور مسؤولين من قيادات ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية من مختلف دول العالم لتبادل الأفكار حول التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة، إذ يُناقش المنتدى قضايا الأمن الإقليمي في ضوء التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تفرضها التطورات الجارية في الساحتين الإقليمية والدولية وتأثيراتها على مستقبل المنطقة.وتعد وزارة الخارجية شريكاً استراتيجياً مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تنظيم هذا الحدث المهم، إذ يجتمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا في المنامة لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية. حضور المؤتمرويحضر المؤتمر في كل دورة إضافة لممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، ممثلين من إيران والعراق واليمن والأردن ومصر وكذلك من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وروسيا والصين والهند واليابان وتركيا ودول أخرى لها دور في أمن المنطقة. ويجمع المؤتمر الفرقاء على طاولة المنامة. وبحسب مراقبين فإن أجواء المنامة قد تساهم في فتح حوار غير مباشر بين هؤلاء.وتؤيد البحرين الجهود الجماعية المشتركة لأجل الوصول إلى حلول وقواسم مشتركة للتخفيف من الأزمات التي يواجهها العالم أجمع، إذ درج المؤتمر مناقشة التعاون الإقليمي والتحديات المستقبلية لأمن المنطقة بما في ذلك الوسائل الكفيلة لإبعاد المنطقة عن شبح سباق التسلح بجميع أنواعه بما في ذلك النووي. إضافة إلى طرحه العديد من القضايا الأمنية والسياسية المهمة في المنطقة.ويسعى المؤتمر كذلك إلى تكريس مبدأ التحاور المطلوب وجهاً لوجه في هذه المرحلة لتبديد سوء الفهم من قبل أي طرف حتى لا يزداد التوتر في المنطقة، باعتبار أن المؤتمر يناقش الدور الذي تقوم به الدول المؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية في أمن الخليج وكيفية تطوير ذلك الدور للوصول إلى الشراكة القائمة على التفاهم والاحترام وذلك من أجل الإسهام في عملية الاستقرار في المنطقة.وبحث المؤتمر في الدورة السابعة العديد من التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها العالم وتأثيراتها على المنطقة. وتركزت المناقشات على مدى تأثير الازدهار الاقتصادي لبعض القوى الاقتصادية الصاعدة من جهة، والتحديات الاقتصادية التي تواجه بعض دول العالم المتقدم على السياسات العالمية ونظم الحكم في العالم. وقد كان المؤتمر الذي تزامن مع ظهور أزمة الديون اليونانية التي أثارت قلقاً نحو الانتعاش الاقتصادي العالمي، بمثابة أداة للكشف عن اتجاهات عميقة من علم الاقتصاد الجغرافي. ومن بين الأهداف الأخرى للمنتدى دراسة وسائل العمل الوطني والإقليمي والدولي ومراجعة نوايا القوى الرئيسة والتباحث حول كيفية دعم التنمية على الرغم من الصعوبات المالية العالمية.ويعكس حوار المنامة مفتاح أولويات السياسة الخارجية البحرينية القائمة على الالتزام بمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ودفعها بقوة مطردة إلى الأمام. كما تعتبر البحرين علاقاتها مع حلفائها وتصميمها على مواصلة إيجاد سبل تعزيز الشراكة معهم أولوية رئيسة أخرى، وهو الوفاء بواجبها كلاعب نشط، وعقلاني، ومسؤول في الساحة الدولية.وتمارس مملكة البحرين هذه الأولويات جنباً إلى جنب عند التعامل مع قضايا - على سبيل المثال لا الحصر - كالوضع في اليمن، والقرصنة، والملف النووي الإيراني، وتنامي التطرف والتحديات في العراق، والاتجار بالبشر والمسائل المتعلقة بالتركيبة السكانية.وفيما برزت خلال المؤتمر السابق قضايا وملفات المشروع النووي الإيراني، وأمن الخليج، بالإضافة إلى التطورات السياسية والأمنية في اليمن، والوضع في العراق. والصورة السلبية التي تسببت فيها تسريبات موقع "ويكيليكس”. ففي المؤتمر الذي ينطلق اليوم تبرز أهمية مناقشة موضوعات مثل الأوضاع الملتهبة في سورية وتأثيرها على الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والأمن في مضيق هرمز وتأثير السياسة الطائفية على أمن المنطقة، والاستقرار في الشرق الأوسط في سياق عالمي، فضلاً عن ملف العلاقات مع الولايات المتحدة.أبرز المشاركينأبرز الذين شاركوا في الدورة السابعة لحوار المنامة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وزير خارجية مملكة السويد كارل بيلدت، وزير الدولة لشؤون الدفاع بالمملكة المتحدة د.ليام فوكس، وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلاميّة الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، وزير الخارجيّة الإيراني منوشهر متّكي، وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، قائد القيادة الوسطى بأمريكا الجنرال جيمس ماتيس، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بسنغافورة تيو شي هين، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية بأستراليا كيفين رود، وزير الدفاع بكندا بيتر ماكاي، قائد القيادة المركزيّة لقوات البحريّة الأمريكيّة الأدميرال مارك فوكس، قائد القوّات الفرنسيّة في المحيط الهندي العميد الركن برونو نيالي، نائب رئيس هيئة الأركان البحريّة بالهند الأدميرال ر.ك. دوان، وزير داخلية لبنان زياد بارود.