افتقرت منظومة الرعاية الصحية إلى التمويل, وعانت بالفعل عندما بدأت الاحتجاجات للمطالبة بالحقوق الديمقراطية في مارس2011, مما دفع الرئيس السوري بشار الأسد وهو طبيب عيون بقواته لسحق الثورة المستمرة منذ 20 شهرا والتي خلفت 40 ألف قتيل حتى الآن. وأفاد أطباء أن المقاتلين والميليشيات الموالية للأسد نهبت الإمدادات الطبية من المستشفيات, لاستخدامها في ساحات المعارك, بينما سرق مجرمون معدات لبيعها, كما ذكرت ممرضة تبلغ من العمر30 عاما من حي السيدة زينب في دمشق, "في أحيان كثيرة اضطر أنا وأطباء آخرون الى أن نساهم بأموالنا لشراء معدات للمستشفى".وتابعت أن حي السيدة زينب يخضع ظاهريا لسيطرة الحكومة, لكن قوات الأمن أنهكت بسبب المعارك مع قوات المعارضة, في مواقع أخرى وانتهزت الجماعات المسلحة هشاشة الوجود الأمني لتنهب المستشفيات عدة مرات. ويقول سكان إنهم يلجأون الى السوق السوداء لتوفير احتياجات أكثر تحديدا, حيث إن الكثير من الصيدليات لا تبيع سوى عقاقير محدودة مثل مسكنات الألم الشائعة والإسعافات الأولية الأساسية, كما تسببت الثورة في صعوبة السفر في أنحاء البلاد ما يعوق حصول الصيدليات على ما ينقصها من أدوية. وأضاف أطباء أن المرضى اليائسين يمكن أن يشتروا أي شيء من القفازات الجراحية, الى أجهزة الأشعة السينية والغسيل الكلوي, وذلك بأسعار مرتفعة من السوق السوداء, والحصول على الرعاية الصحية في وسط دمشق.وقال طبيب إن تدهور الموقف أو تحسنه يتوقف على قدرة شركات الأدوية السورية, التي تنتج 90 في المئة من احتياجات السوق المحلية من الأدوية والعقاقير على الاستمرار في نشاطها, لكن الأمر لا يبدو مبشرا, حيث إن 70 في المئة من إنتاج الأدوية توقف في حلب.ومن جانب آخر قالت منظمة الصحة العالمية إن معظم شركات الأدوية السورية أغلقت أبوابها, حيث إن نقص الإمدادات شديد في بعض المستشفيات لدرجة أن أطباء يضطرون أحيانا لإجراء عمليات جراحية دون توافر المعدات الضرورية, وذلك بسبب ارتفاع أسعارها.