عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 40 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في عمليات عسكرية بعدة مدن، في حين تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في "جمعة يا دمشق قادمون” لمناصرة العاصمة التي شهدت مؤخراً اشتباكات عنيفة وتصاعداً في حركة الاحتجاج، وذلك عشية زيارة الموفد الخاص كوفي عنان إلى موسكو وبكين للبحث في الأزمة السورية، بينما قرر الاتحاد الأوروبي تشديد الطوق حول الرئيس السوري بشار الأسد من خلال فرض عقوبات على زوجته أسماء وعلى 3 آخرين من أفراد أسرته بينهم والدته. وقال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في ريف حلب، كما تعرضت أحياء في حمص إلى قصف وإطلاق نار من قبل قوات الأمن، وفي حماة، قتل جندي من الجيش النظامي السوري إثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لآلية عسكرية ثقيلة في قلعة المضيق.كما تحدث المرصد عن أعمال عنف واشتباكات في ريف درعا ومحافظة إدلب وريف اللاذقية. كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "ساناط من جهتها، "إن القوات السورية اشتبكت مع عدد من "الإرهابيين” في بلدة سرمين التابعة لريف إدلب ما أسفر عن مقتل عدد منهم والقبض على آخرين”.وطالب تيار التغيير الوطني السوري المعارض منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو” ومنظمات ودول أخرى معنية بحماية الآثار بـ«التحرك الفوري لحماية المواقع التاريخية والقلاع في سوريا”. واتهم التيار النظام السوري "باستهداف” هذه المواقع "في سياق حرب الإبادة التي يشنها على الشعب السوري”. وبالتزامن مع ذلك خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدد من المناطق السورية في "جمعة يا دمشق قادمون”، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الإنترنت.سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان سيلتقي في موسكو الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية.وفي هذا السياق مدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مهمة لجنة التحقيق في سوريا وطلب منها وضع "كشف بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان” المرتكبة منذ مارس 2011 بما في ذلك تقييم عدد الضحايا. في غضون ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تشديد الطوق حول الرئيس السوري من خلال فرض عقوبات على زوجته أسماء وعلى 3 آخرين من أفراد أسرته بينهم والدته. وهؤلاء النساء الأربع جزء من مجموعة جديدة من 12 شخصاً قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 المجتمعون في بروكسل منعهم من السفر إلى أوروبا وتجميد أرصدتهم بسبب "اشتراكهم في القمع” أو بسبب "دعمهم للنظام”. وبذلك يرتفع عدد الأفراد الخاضعين للعقوبات الأوروبية إلى 126 وعدد الشركات إلى 41 بعد إضافة شركتين نفطيتين الجمعة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إن "القمع بلغ مستويات من العنف لا يمكن السكوت عليها على الإطلاق ويجب أن يتوقف فوراً. وقرارات أمس تهدف إلى إضعاف موارد النظام وقدرته على شن حملته القمعية الوحشية”. ومن المقرر نشر أسماء الأفراد والكيانات المستهدفة بالعقوبات السبت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي لتصبح بعد ذلك سارية المفعول. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ "من المهم تشديد الطوق دبلوماسياً واقتصادياً” على النظام السوري. وأكد أن السلطات السورية مازالت "تتصرف بشكل دموي لا يمكن قبوله على الإطلاق”. واعتبر نظيره الألماني غيدو فيسترفيلي من جانبه أن "حاشية” الرئيس السوري يجب أن تشعر بالضغوط التي يعاني منها النظام. ويخضع الرئيس بشار الأسد بالفعل لعقوبات يفرضها عليه الاتحاد الأوروبي منذ مايو 2011 إلا أن زوجته ووالدته وشقيقته وشقيقة زوجته لم يكونوا مشمولين بها حتى الآن. وأوضح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أن هذه العقوبات بمثابة "إشارة قوية جداً لكل أعضاء النظام بضرورة وقف القتل والعنف فوراً”. وأضاف "إنها الطريقة الوحيدة لمنع البلد من الانزلاق إلى حرب أهلية طائفية عواقبها ستكون مدمرة”. وكانت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري التي ترتدي أحذية وثياباً لكبار مصممي الأزياء تعتبر لوقت طويل "الوجه البراق” للديكتاتورية. وهي ابنة طبيب القلب الشهير في لندن فواز الأخرس، والدبلوماسية المتقاعدة سحر العطري. وقد أطلقت عليها مجلة فوغ الأمريكية وصف "وردة الصحراء” قبل أن تسحب المقابلة التي أجرتها معها من موقعها على الإنترنت بعد الثورة. لكن قرار منع أسماء الأسد من السفر إلى أوروبا قد لا يكون من السهل تطبيقه قانونياً نظراً لأنها تحمل أيضاً الجنسية البريطانية منذ مولدها في لندن عام 1975.من ناحية أخرى، أطلقت الأمم المتحدة دعوة لجمع أموال من المجتمع الدولي بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وفق ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة. من ناحية ثانية، تواجه قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتواجدة في شريط على الأراضي السورية للحفاظ على وقف النار بين سوريا وإسرائيل مخاطر جديدة مع اقتراب أعمال العنف بين الموالين للحكومة السورية والمتمردين.