قتل ستة اشخاص وجرح حوالى اربعين اخرين منذ مساء السبت في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، في اشتباكات بين سنة وعلويين على خلفية مقتل اكثر من عشرين لبنانيا اسلاميا الاسبوع الماضي على ايدي القوات النظامية في سوريا، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس اليوم الأحد.واوضح المصدر ان الاشتباكات مستمرة بتقطع منذ الليل الماضي بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية والمناهضة اجمالا للنظام السوري وجبل محسن ذات الغالبية العلوية والمؤيدة اجمالا للنظام السوري. وتستخدم فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة. وقد توفي بعد ظهر اليوم شخص متأثرا بجروح اصيب بها امس في جبل محسن، فيما قتل رجل في باب التبانة اليوم الاحد.وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ مساء السبت الى ستة، بالاضافة الى حوالى اربعين جريحا، وعدد القتلى منذ الثلاثاء، تاريخ بدء المعارك، الى 19.وسجل هدوء هش اعتبارا من صباح الجمعة في طرابلس بعد تدخل الجيش مرة جديدة لضبط الوضع، ليعود فيخرق مساء امس.وبدأ التوتر في المدينة بعد ورود خبر مقتل 22 مقاتلا سنيا (21 لبنانيا وفلسطيني، بحسب مصادر محلية) في 30 نوفمبر في منطقة تلكلخ في محافظة حمص في وسط سوريا في كمين للقوات النظامية. وكان هؤلاء في طريقهم للقتال الى جانب المعارضة المسلحة ضد النظام.ووافقت السلطات السورية على طلب من وزارة الخارجية اللبنانية لتسليم جثث المقاتلين، وسط تكتم على عدد الجثث.وقال مصدر رسمي لوكالة فرانس برس الاحد ان الجانب السوري ابلغ الجانب اللبناني بوجود احياء من اعضاء المجموعة التي تعرضت لكمين، وان هؤلاء معتقلون وقيد التحقيق. الا انه لم يوضح ما اذا كان هؤلاء من ضمن ال22 الذين ذكر انهم قتلوا.واشار المصدر الى تكتم الجانب السوري على عدد القتلى وعدد المعتقلين بحجة احتمال وجود مواطنين سوريين من ضمن المجموعة، ورغبة السلطات السورية بانهاء التحقيق قبل الافصاح.الا ان المصدر تحدث عن معلومات بوجود ثلاثة لبنانيين معتقلين على قيد الحياة كانوا ضمن المجموعة الاسلامية، وسوري واحد. واوضح ان لبنان لم يطالب بالمعتقلين.وتم صباح اليوم الاحد تسليم ثلاث جثث عبر معبر العريضة الحدودي في الشمال نقلت في سيارات اسعاف الى العائلات اللبنانية المعنية.والقتلى هم خضر علم الدين من بلدة المنية في قضاء عكار الحدودي مع سوريا، وعبد الحكيم لاغا من بلدة السفيرة في القضاء نفسه على بعد حوالى عشرين كيلومترا من طرابلس.وقد تمت الصلاة عليهما ودفنهما على الفور.اما الثالث فقد ذكر على النعش ان اسمه مالك ديب وتم تسليمه الى عائلة ديب في منطقة المنكوبين في طرابلس. الا ان ذويه اكدوا بعد فتح النعش ان الجثة الموجودة داخله ليست لابنهم، بحسب ما ذكر جهاد ديب، شقيق مالك.وبعد اتصالات، تبين ان القتيل هو محمد المير من منطقة القبة في طرابلس، وقد تعرف عليه والده احمد المير، وتوجه ذووه الى منزل آل ديب لتسلم الجثة.واستقبلت الجثث في جو من التوتر ووسط اطلاق نار كثيف في الهواء.في الموضوع نفسه، نشر ناشطون سوريون على موقع يوتيوب على الانترنت شريط فيديو قالوا انه ل"جثامين شهداء طرابلس الشام الذين تركوا ديارهم وهاجروا الى سوريا للدفاع عن اعراض المسلمين ووقعوا في كمين غادر للعصابات النصيرية الاسدية، (...) ما ادى الى استشهاد قسم منهم وفرار قسم آخر".وظهرت في الشريط خمس جثث على الاقل لشبان غطت الدماء وجوههم او رؤوسهم، فيما ظهرت اقدام تركل الجثث. ويمكن سماع صوت يوجه الشتائم ويسخر من احدهم وقد لف بطنه بعصبة خضراء كتب عليها "لا اله الا الله".وقال الصوت "انظر الى هذا. رايح على الجنة". ثم يضيف "اهلا وسهلا. هذا ضرب موفق". ويتابع شتائمه.ولا يمكن التأكد من صحة الشريط.