أعربت مصادر استخباراتية غربية مختصة بمكافحة الإرهاب عن خشيتها من قيام "حزب الله" اللبناني بتنفيذ عمليات إرهابية في دول جنوب شرق آسيا بشكل عام وفي تايلند بشكل خاص خلال الأسابيع القليلة المقبلة, خاصة مع اقتراب حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية التي تحمل معها أعدادا كبيرة جدا من السياح من مختلف أنحاء العالم الى دول جنوب شرق آسيا وفي مقدمها تايلند.ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم الأحد عن المصادر إن خشيتها مردها إلى التطورات التي طرأت أخيراً في التحقيق الذي تقوم به السلطات التايلندية حول إحباط العملية الارهابية التي كان ينوي "حزب الله" تنفيذها في بانكوك قبل عام على وجه التحديد, حيث كشف التحقيق البنية التحتية المتشعبة التي أنشأها "حزب الله" في تايلند على مدى سنوات عدة كي تمكنه من تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عدة سواء في تايلند أو في دول جنوب شرق آسيا بسهولة وفعالية ومن دون ترك أي بصمات تشير الى هوية منفذيها.وأشارت إلى أن البنية التحتية التي تم اكتشافها تشتمل على مبان عدة وشركات تجارية وفرت لكوادر "حزب الله" وللسكان المحليين الذين تعاونوا معه غطاءً تجارياً ممتازاَ للعمل للوصول الى تايلند والقيام بنشاطهم هناك سواء لجهة جمع المعلومات اللازمة للقيام بالعمليات الإرهابية أو لجهة إعداد العبوات الناسفة أو تشغيلها.وأضافت المصادر أن الحجم الهائل لهذه البنية التحتية عزز الاعتقاد لدى السلطات التايلندية حول وجود عدد من العبوات الناسفة الجاهزة للتفجير والتي لم يتم العثور عليها أو اكتشافها بعد, حيث ان هذا الاعتقاد ولد خشية كبيرة لدى السلطات التايلندية من احتمال قيام "حزب الله" باستخدام إحدى هذه العبوات الناسفة لتنفيذ عملية ارهابية في أماكن مكتظة بالسياح أو ضد مصالح غربية, على غرار ما حاول فعله قبل عام تماماَ وفشل فيه مع اعتقال الكادر العملياتي, التابع لوحدة العمليات الخارجية في "حزب الله" المعروفة باسم "الوحدة 910", والذي مازال قيد الاعتقال بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية.وأشارت المصادر إلى أن السلطات التايلندية قررت اتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهة احتمال قيام "حزب الله" بتنفيذ عملية إرهابية الأمر الذي من شأنه أن يضرب الحركة السياحية في الدولة التي تعتمد مواردها بشكل رئيسي على الدخل الذي يوفره مجال السياحة.ولفتت إلى أنه من بين هذه الإجراءات التدقيق بشكل معمق في هوية الوافدين الى تايلند عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية سواء في ما يتعلق بجوازات السفر التي يحملها الوافدون أو بالمتاع الذي يصطحبونه معهم, بما في ذلك استخدام أجهزة الكشف عن المعادن ووسائل تكنولوجية متطورة أخرى في هذا المجال.وختمت المصادر بأن السلطات التايلندية قررت تعزيز قوات الشرطة الظاهرة والسرية في المعابر الحدودية وفي الشوارع الرئيسية في المدن الكبيرة بما في ذلك نصب الحواجز الثابتة والطيارة على مداخل المدن ونشر أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة في الأماكن السياحية المكتظة والمواقع الرئيسية.