اختتم مهرجان مراكش مؤخرا، بحضور لافت لعشاق السينما الهندية، فاق سبعين شابا أتوا من مختلف مدن المغرب، كلهم يتحدث اللغة الهندية بطلاقة، مما جعل بعض المنابر الإعلامية الوطنية، تستنجد ببعضهم قصد إجراء ترجمة فورية لحوارات أنجزت مع نجوم بوليود.نسرين الحمري، المولعة بسينما بوليود والممارسة للرقص الهندي الكلاسيكي، تقول في تصريح لـ"العربية نت"، إنها لم تكن تجد صعوبة في الانفلات من الحراس لتحصل على توقيع أو صورة تذكارية مع شا روخان أوأميتابتشان، وغيرهما من النجوم الذين كان يعتقد أكثرهم أنها تحمل جنسية بلدهم لطلاقة لسانها.موضحة أن الوفد الهندي أصيب بالدهشة، حين اكتشف هذا الاحتفاء به من طرف جمهور مغربي يعرف نجومه جيدا، وجاء لمشاهدة أفلامهم الجديدة المعروضة في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا بمراكش.مشيرة إلى أن تجاوبها مع الممثلين الهنديين، دفع بعض المحطات الإذاعية والإعلامية للاعتماد عليها في التواصل مع هؤلاء النجوم، كإجراء الحوارات الفورية للبرامج المباشرة، وأيضا في إعداد الأسئلة واستجواب ملكة جمال العالم والقرن "بريانكا شوبرا".وأوضحت نسرين أن علاقتها بالسينما الهندية، تعود إلى مرحلة الصبا حين كان عمرها لا يتجاوز الست سنوات. مضيفة، بأنها في مرحلة التعليم الابتدائي كانت تقوم بحفظ الأغاني الهندية، وتدوين ما يقابل مفرداتها في العربية في كراس خاص اعتمادا على الدبلجة، وفي المرحلة الجامعية درست قواعد اللغة الهندية بشكل فردي، وسعت للحصول على بعض الكتب من سفارتي الهند وباكستان.وأشارت، إلى أن انغمارها في الدردشة باللغة الهندية على "النت" لمدة تفوق 12 ساعة في اليوم، مع أصدقاء لها من داخل المغرب وخارجه، جعلها تتمرس على الحديث بها بشكل جيد، معبرة عن سعادتها بوعد شاروخان لها في زيارته القادمة للمغرب بأن يغني ويرقص معها.من جانبه يقول محمد بن مسعود، بأنه لم يدع هذه المناسبة تفوته، إلى جانب جمهور واسع من عشاق بوليود، ضمنهم ما يقارب 70 شابا يشكلون نخبة هذا الجمهور، يتحدثون اللغة الهندية، التي تعلموها من الشاشة الكبرى، مبرزا أنه مفتون بالأغنية الهندية، وأنه أنجز في هذا الإطار "كليبات"، موجودة على "اليوتوب". مبارك حسني، ناقد وكاتب، اعتبر أن السينما الهندية تشكل إحدى السينماتوغرافيات الأكثر شعبية في المغرب. وأنها قريبة من الهم العام لشريحة كبيرة من الناس، وتخاطب فيهم العواطف والتفكير والقلب بشكل مباشر ودون وساطات. ويضيف حسني أن سينما بوليود، تتواصل بوسائل عميقة الأثر هي الغناء والرقص والجمال، فأساسها الإمتاع، وهي بهذا تستعين بأكبر الفنانين للغناء وتأدية الرقصات الهندية الشهيرة، ترفقها جمال الطبيعة والأزياء.وليس غريبا حسب الكاتب، أن تتربع سينما بهذه المواصفات منذ عقود طويلة على المراتب الأولى في الشبابيك. لكن يجب القول إن فترة مراودة هذه السينما تخص كثيرا فترة المراهقة وسنوات الشباب الأولى.