هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُإنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسديلسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ ولو فتحـتُم شراييني بمديتكـمسمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقواوما لقلـبي -إذا أحببـتُ- جـرّاحُ ألا تزال بخير دار فاطمةفالنهد مستنفر والكحل صبّاح إن النبيذ هنا نار معطرةفهل عيون نساء الشام أقداح مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـنيوللمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـاوقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـافكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ هذا مكانُ "أبي المعتزِّ” منتظرٌووجهُ "فائزةٍ” حلوٌ و لمـاحُ هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتيفكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟ كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَهاحتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراًفهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟ خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌفوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لهاوطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبيحتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟ والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟ وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟ حملت شعري على ظهري فأتعبنيماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
Variety
القصيدة الدمشقية
15 أبريل 2012