صنفت الولايات المتحدة الأمريكية "جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة، التي تعتبر من أكثر التنظيمات المسلحة في سوريا فعالية، تنظيماً إرهابياً أجنبياً بسبب صلاتها بتنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين. ويأتي توقيت الإعلان عن هذه الخطوة قبل يوم من بدء مؤتمر "أصدقاء سوريا" المنعقد في مراكش بالمغرب أعماله بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون. وكان السفير الأمريكي بسوريا، روبرت فورد، قد ألمح إلى هذه الخطوة حين أعرب يوم الجمعة الماضي عن قلق حكومته من تصاعد نفوذ "جبهة النصرة" حين قال: "التنظيمات المتطرفة في سوريا تزداد نفوذاً بشكل تدريجي في المعارضة المسلحة... وهذا يمثل مشكلة للولايات المتحدة ولمستقبل سوريا".ويهدف التصنيف إلى تعزيز مكانة "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي شُكّل في الشهر الماضي في قطر بدعم أمريكي وعربي وأوروبي، وعزل القوى الإسلامية المتشددة وأبرزها "جبهة النصرة". ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تتخذ الدول الأوروبية خطوات مماثلة ضد "جبهة النصرة". وكانت مصادر أمريكية صرحت أن كلينتون سوف تعلن خلال مشاركتها في مؤتمر مراكش الاعتراف رسمياً بالائتلاف الوطني السوري. ويتبين من التصنيف الرسمي لـ"جبهة النصرة" أن كلينتون قد وقعت الوثائق الرسمية في العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وهذا التصنيف، إضافة إلى الرسالة السياسية التي يبعثها الى السوريين، يمنع المواطنين والفئات الأمريكية من التعامل مع "جبهة النصرة". والأهم من ذلك، فإن القانون الأمريكي يعاقب ويقاطع أي تنظيم آخر يتلقى المساعدات الأمريكية إذا تعامل مع "جبهة النصرة"، الأمر الذي دفع ببعض الفئات الناشطة في المعارضة المسلحة، والتي تنسق بعض عملياتها العسكرية مع "جبهة النصرة"، الى انتقاد الخطوة الأمريكية حتى قبل الإعلان رسمياً عنها.ومع أن جبهة النصرة لا تضم عدداً كبيراً من المقاتلين، إلا أن مقاتليها أكثر فعالية بسبب خبرتهم القتالية في العراق. ويعتقد أن معظم أعضاء الجبهة هم من السوريين الذين قاتلوا في العراق خلال الوجود العسكري الأمريكي هناك، إضافة الى مقاتلين عراقيين وليبيين.
International
واشنطن تصنف جبهة النصرة بسوريا تنظيماً إرهابياً
11 ديسمبر 2012