كتبت - عايدة البلوشي:بات امتلاك آخر صرعات تكنولوجيا الاتصال هوساً لدى قطاعات عريضة من الشباب بمختلف أنحاء العالم، وفي عالمنا العربي غيّر «آيفون» و»آيباد» وسواها من وسائل التكنولوجيا عاداتنا الاستهلاكية، وأصبح الشاب العربي نهماً لانتقاء كل جديد بعالم الصناعة الإلكترونية.الثقافة الجديدة غيّرت مفاهيمنا الراكدة حيال عادات استهلاكية تأصّلت عبر عقود، وأهدرت دخل الأسرة بنفقات طارئة غير متوقعة، كتجديد الموبايل والاشتراك بمختلف ما تقدمه شركات الاتصال من برامج وخدمات متنوعة ومتجددة ولا تحدها الحدود.البعض عدّ ظاهرة إقبال الشباب وتلقفهم لكل جديد بعالم الاتصال «ترفاً زائداً» وتشبهاً بعادات الغرب وتقاليده، واعتبرها آخرون بوابة لدخول عالم اليوم من أوسع أبوابه، فسوق العمل و»دكان» المعلومة ونوافذ العالم أجمع موصدة جميعاً، ومفتاحها السري الوحيد «تكنولوجيا الاتصال» و»عالم الإنترنت».شركات تصنيع هذه الوسائل ومقدمات الخدمة عبر الشبكة العنكبوتية، في سباق محموم لنيل ثقة الزبائن، واستقطاب أوسع قطاع من المستهلكين، والسبب طبعاً «الربح السريع والمضمون»، وهنا يذهب أصحاب نظرية «الترف الزائد» إلى أن ما تقدمه الشركات من جديد في عالم الاتصال لا يتعدى كونه أغلب الأحيان «ضحكاً على الدقون». ويعد مروجو نظرية «المفتاح السري» أن التحديثات وتعاقب أجيال الموبايلات والحواسيب، دليلاً على تعاطٍ إيجابي مع تطورات العصر، واتساقاً مع حاجة ملحة للتغيير والتبديل وإشباع نهم أجيال الشباب لكل جديد مستحدث. إهدار دخل الأسرةويقرن خالد أحمد العصر الحالي بالتقنيات الحديثة في عالم الاتصال ويقول «أصبحت هذه الوسائل ضرورة لدى المجمتعات، خاصة فئة الشباب ورجال الأعمال، حيث أنها قربت المسافات وقلصت الوقت والجهد، ويتنا نستطيع التواصل عبرها مع الأهل والأصدقاء بشكل سريع وفي أي وقت ومكان».وتعلق فاطمة أحمد «حقيقة الأمر أن الوسائل الحديثة مثل (البلاك بيري، آي فون، آيباد..الخ) باتت تؤثر وبشكل كبير على ميزانية الأسرة، خاصة أنها ليست حاجة بقدر ماهي موضة وهوس يرغب الشباب بامتلاكها».وتضيف «نجد شريحة واسعة من الشباب يتابع آخر صرعات التقنيات الحديثة وقبل نزولها الأسواق، ويسارع لشرائها بأسرع وقت ممكن وقبل الآخرين، من خلال متابعة جديدها عبر مواقع الإنترنت والمبادرة بشرائها من دول أخرى مجاورة وحتى عبر التسوق الإلكتروني». وعلى الصعيد الشخصي تقول فاطمة «هذه التقنيات بدأت تؤثر على ميزانية الأسرة، حيث أن ولدي ذا الـ13 ربيعاً يحب شراء آخر أجيال التقنيات، واشترى خلال الأشهر الستة الأخيرة جهازي موبايل وبأسعار مرتفعة، بينما يتابع ولدي الثاني ذا الـ15 ربيعاً أجهزة الكمبيوتر، ففي الفترة الأخيرة اشترى جهاز آيباد، وهو ما يستلزم تخصيص موازنة إضافية لم تكن بالحسبان». موضة وهوسمن جابنها تقول أمينة أحمد «للأسف أصبحت هذه التقنيات رائجة بين الشباب تحت مسمى الموضة، رغم أنها ذات مزايا كثيرة ومتعددة».وتضيف «الإنسان العاقل والمتزن لا يركض خلف الكماليات ويعتبرها ضروريات، فيمكن للشخص شراء جهاز الهاتف النقال الحديث ولكن من غير المعقول استبداله بعد شهر واحد فقط»، وتتابع «هذا ما يحصل بالضبط وسط شريحة واسعة من الشباب». الفوائد والإيجابياتويقول حسن سالم «انتشرت في الآوية الأخيرة ظاهرة اقتناء الأجهزة الحديثة، بعد أن كانت بالأمس من الكماليات، وأصبحت اليوم من الضروريات، ويرى الشباب ضرورة شراء هذه الأجهزة ومواكبة التطور». ويعتقد سالم أنه من المهم مواكبة التقنيات الحديثة ولكن بالحد المعقول «ومن المعيب بنظر البعض رؤية شاب بمقتبل العمر يضج شباباً وحيوية ويحمل جهاز نوكيا قديم!».ويضيف «هذه النظرة خاطئة جداً، لإن الإنسان يشتري حاجاته حسب إمكاناته واستطاعته المادية، وعلى الإنسانا أن يمتثل بالمثل القائل «على قد لحافك مد رجليك».