كتب عبدالرحمن الشيخ: يرى متابعون أن خسارة ريال مدريد أمام سيلتا فيجو في كأس ملك أسبانيا تشكل الدليل الكامن على وجود ضعف في الريال هذا الموسم، فاللاعبون و المدرب ليس لديهم حماس الموسم الماضي الذي من خلاله اقتنص الريال الدوري الأسباني وشهد على تسجيل الفريق الملكي أرقاما قياسية عن طريق الثلاثي المرعب هيغوين و بنزيما و رونالدو، وهناك شرخ واضح داخل أروقة الفريق الملكي من مشكلة رونالدو في بداية الموسم إلى العلاقة المتوترة بين راموس و مورينيو والضعف الواضح على اللاعبين جميعا. مشوار الريال بدأ الريال هذا الموسم أسوأ بداية له في الدوري الإسباني منذ سنواتٍ طويلة، حيث خسر 3 مباريات وتعادل في مباراتين وفاز بـ 10 لقاءات ليتجمّد رصيده عند 32 نقطة مع اتساع الفارق الذي يفصله عن منافسه التقليدي العنيد برشلونة إلى 11 نقطة. وكانت بداية الريال هذا الموسم أمام الخفافيش فالنسيا، حيث خرج من اللقاء بتعادل مخيب على أرضه وأمام فريقه. وواصل ريال مدريد حامل لقب الدوري الإسباني انطلاقته المتواضعة في الموسم الجديد وفشل في تحقيق الفوز عندما سقط أمام جاره المدريدي خيتافي بهدفين أمام هدف ضمن مباريات المرحلة الثانية من الدوري الإسباني. وأمام غرناطة بدأ الريال باستعادة مستواه حيث قاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ريال مدريد لفوزه الأول أمام غرناطة في لقاء حسمه النادي الملكي 3-صفر. وعطل نادي إشبيلية مهمة ريال مدريد بالمنافسة على اللقب بعد الفوز على غرناطة حيث هزمه الريق الأندلسي بهدف دون رد. وأمام مضيفه رايو فاليكانو حقق ريال مدريد العلامة الكاملة بفوزه على مضيفه فاليكانو صفر-2, وكانت المباراة على ملعب "تيريزا ريفيرو" بعد تأجيل ليوم واحد بسبب عطل "تخريبي" في إنارة الملعب حسب المسؤولين. وسحق ريال مدريد حامل اللقب ديبورتيفو لا كورونيا 5-1 في المرحلة السادسة من الدوري الإسباني. وفي الكلاسيكو خرج الريال متعادلا أمام برشلونة , حيث سجل المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفين لبرشلونة ورد البرتغالي كريستيانو رونالدو بثنائية أخرى لريال مدريد ليفرض التعادل2-2 نفسه على مباراة من المرحلة السابعة. وفي المرحلة الثامنة قلص ريال مدريد الفارق مؤقتا إلى خمس نقاط مع طرفي الصدارة برشلونة واتلتيكو مدريد اثر فوزه على ضيفه سلتا فيغو 2-صفر. وفي المرحلة التاسعة حسم ريال مدريد مباراته أمام مضيفه ريال مايوركا بخماسية نظيفة. وحتى المرحلة العاشرة حقق ريال مدريد فوزه الخامس في آخر ست مباريات على حساب ضيفه ريال سرقسطة 4-صفر. وتابع الريال صحوته و تغلب على مضيفه ليفانتي 2-1 , وكانت المرة الأولى التي ينجح فيها ريال مدريد في الفوز على ليفانتي في عقر دار الأخير بعد 4 زيارات حتى الآن، آخرها العام الماضي عندما خسر أمامه صفر-1. وواصلا الريال نتائجه الإيجابية بفوزه على ضيفه اتلتيكو بيلباو 5-1 في الجولة الثانية عشرة . وفي المرحلة الثالثة عشر قدم ريال مدريد واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم وسقط في فخ الهزيمة صفر-1 أمام مضيفه ريال بيتيس , لتكون الهزيمة الثالثة للريال في 13 مباراة خاضها حتى الآن برحلة الدفاع عن لقبه المحلي. وتوقف الريال عن مطاردة برشلونة وأتلتيكو مدريد حيث تجمد رصيد الريال عند 26 نقطة في المركز الثالث بفارق 11 نقطة خلف برشلونة . و استعاد الملكي أمام اتليتكو مدريد توازنه سريعا وعاد لعزف نغمة الانتصارات بفوز ثمين 2-صفر على جاره أتلتيكو في ديربي العاصمة الإسبانية ضمن المرحلة الرابعة عشر. ثم حقق فوزا بشق الأنفس على مضيفه بلد الوليد 3-2 في المرحلة الخامسة عشرة.

هل سيرحل مورينيو؟ يرى أغلب الماتبعين للدوري الأسباني أن مدرب الريال مدريد جوزيه مورينيو لن يستمر في قيادة الفريق الملكي الموسم القادم ,بسبب المشاكل التي بدأت تطفو على السطح واحدة تلو الأخرى، والتي يقول المتابعون إن مورينيو يفتعلها مع الإدارة واللاعبين والصحافة و الاتحاد الأسباني. إضافة إلى عدة مؤشرات وحقائق ترجح رحيله.

مورينيو لا يمكث طويلاً مع الأندية يبدو أن مورينيو يخطط لكل أعماله، فهو لا يحب المكوث طويلاً مع أي ناد، بحثاً عن إنجازات مختلفة، في بطولات مختلفة، فمع تشيلسي الإنكليزي، غادر النادي في عامه الرابع بعدما غضب رئيس النادي من بدايته غير المطمئنة. وفي انتر ميلان، غادر البرتغالي مقعده بعد فوزه بالثلاثية التاريخية في آخر مواسمه مع الفريق وحط رحاله في سانتياغو بيرنابيو، ولن يكون ريال مدريد استثناء عن قاعدة البرتغالي وسيكون رحيله قريباً.

الفوز بدوري الأبطال ينهي مهمته في مدريد لم يحقق الفريق الملكي الفوز في البطولة الأوروبية منذ الهدف التاريخي لزين الدين زيدان في 2002، وبعدها باءت كل محاولات الريال بالفوز باللقب بالفشل، حتى إنه خرج في ست سنوات على التوالي من دور الـ16. لكن الأمور اختلفت مع قدوم مورينيو، فقد أعاد لقب الدوري إلى البيرنابيو بعدما احتكره الكامب نو ثلاث سنوات متتالية، كما فاز بكأس الملك بعد غياب طويل، ثم كأس السوبر، وسيكون الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بمثابة تحقيق البرتغالي ما جاء من أجله، الأمر الذي يعني انتهاء مهمته والبدء في البحث عن مهمة جديدة.

ملاحقات الأندية الكبرى يحب مورينيو الدخول في تحديات جديدة دوماً، وملاحقة عدد من الأندية الأوروبية الكبرى, وتشير أغلب التقارير الصادرة من انجلترا و أسبانيا أن مرينيو سيخلف السير أليكس فيرغسون في تدريب الشياطين الحمر.

الخلافات مع اللاعبين الإسبان لم يعد خافياً على أحد أن مورينيو اشتبك أكثر من مرة مع سيرجيو راموس وايكر كاسياس وتشابي الونسو في غرفة الملابس اعتراضاً منهم على خططه في بعض المباريات وأهمها الكلاسيكو. هذا الوضع جديد على مورينيو، وقد تدفعه هذه الخلافات إلى إنهاء علاقته بالنادي الملكي.

علاقته السيئة بالإعلام الإسباني حقق مورينيو في فترة قصيرة ما عجز عنه الكثير من المدربين الذين سبقوه، فقد أعاد الليغا إلى بيرنابيو، وفاز بكأس الملك بعد 17 عاماً من الغياب، وأعاد الريال إلى أن يكون المرشح الأبرز للفوز بدوري الأبطال، وخرج مرتين من نصف النهائي، لكن كل ذلك لم يكن كافياً في عين الصحافة الإسبانية. لم يواجه البرتغالي هذا الهجوم من الصحف الإيطالية أو الإنكليزية من قبل، لكن في مدريد الأمر مختلف، وهو لا يحب العيش في مثل تلك الأجواء على الإطلاق. هذه العوامل جميعها ترجح مغادرة مورينيو للفريق الملكي المتعثر، فهل سيكون هذا بمثابة القفز من سفينة غارقة؟ أم أن الملكي سيبقى ملكيا؟