من المنتظر أن يعتمد مجلس الأمن الدولي في جلسته المقررة يوم غد الأربعاء مسودة قرار صاغتها الولايات المتحدة وروسيا حول تمديد بعثة حفظ السلام في المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا و"إسرائيل". وتحذر المسودة من أن التوترات بين البلدين قد تتصاعد مع إمتداد الحرب الأهلية السورية إلي المنطقة.وتعبر مسودة القرار عن القلق لوجود الجيش السوري وجماعات معارضة مسلحة ومعدات عسكرية غير مسموح بها في المنطقة الفاصلة.وتقول المسودة: "الحوادث التي وقعت مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار أظهرت احتمالات تصعيد التوترات بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية كما أنها تعرض وقف إطلاق النار بين البلدين للخطر".وتقترح المسودة تمديد قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام المعروفة باسم (يوندوف) ستة أشهر.وتتفق أيضا مع ما توصل إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون من أن "العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة العربية السورية أثرت بشكل سلبي على جهود يوندوف للقيام بالمهام الموكلة إليها بشكل فعال".والمنطقة الفاصلة التي تتناولها المسودة هي التي استولت عليها "إسرائيل" في مرتفعات الجولان خلال حرب 1967. وغير مسموح بوجود قوات سورية في المنطقة الفاصلة بمقتضى وقف لإطلاق النار بدأ سريانه في 1973 وأضفيت الصبغة الرسمية عليه في اتفاق وقعه الطرفان في 1974. ويعتبر النظام السوري أنه مازال في حالة حرب مع "إسرائيل"، لكن هذا لا يعدو كونه نظريا فقط إذ لم يرفع السلاح لتحرير الأرض طوال عقود من احتلالها.وبدأت الحرب الأهلية في سوريا في الامتداد مؤخرا إلي المنطقة التي كانت هادئة إلي حد كبير منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 1973. وسقطت قذائف وطلقات شاردة في الجانب الذي تحتله "إسرائيل" وردت قوات "إسرائيلية" باطلاق قذائف على سوريا.وفي الشهر الماضي تعرضت قافلة لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام لنيران قرب المطار في دمشق. وتدين مسودة قرار مجلس الأمن ذلك الحادث الذي تقول إنه أدى إلي إصابة خمسة من جنود حفظ السلام بجروح.وأسفرت الحرب الأهلية القائمة في سوريا، بين نظام الرئيس بشار الأسد الدموي ومعارضيه المطالبين برحيله عن الحكم، عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين، وذلك منذ مارس 2011.