ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن عملية الهجوم الجوى والبرى للنظام السورى على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى سوريا، تمثل لحظة تاريخية كاشفة حطمت مزاعم الرئيس السورى بشار الأسد، بأنه راعى حركات المقاومة ضد إسرائيل.وأوضحت الصحيفة فى تقرير نشرته اليوم الأربعاء، وأوردته على موقعها الإلكترونى، أن هجوم الطائرات والقوات الموالية للنظام السورى على مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين فى دمشق، أجبر آلاف اللاجئين الفلسطينيين على المغادرة واللجوء إلى مخيمى صبرا وشاتيلا الآمنين نسبيا فى لبنان، خوفا من قصف الطائرات السورية.ونقلت الصحيفة عن بعض الهاربين من اليرموك الذين وصلوا إلى بيروت، قولهم، إن الهجوم على معسكر اليرموك يعتبر "لحظة تاريخية" كاشفة فى الحرب السورية، لأنها حطمت ادعاء النظام السورى ،أنه راعى المقاومة ضد إسرائيل.وأشارت الصحيفة، إلى أن تبعات وتداعيات قصف مخيم اليرموك قد تخطت حدود سوريا إلى لبنان والأردن، حيث يتوقعان أزمة لاجئين جديدة.وأضافت الصحيفة، أن ما يزيد عن ألف لاجئ فلسطينى قد وصلوا إلى لبنان فى أقل من 24 ساعة من قصف الطائرات السورية لمسجد ومدرسة داخل المخيم، والذى تسبب فى مقتل 25 شخصا على الأقل وجرح عشرات آخرين.ونقلت الجارديان أيضا عن أحد اللاجئين قوله "لن يثق أى فلسطينى فى النظام السورى فى المستقبل جراء هجومه الدموى يوم الأحد الماضى" .ومضت الصحيفة فى تقريرها بالقول، إن اللاجئين الهاربين من اليرموك إلى العاصمة دمشق يخشون من ملاحقة الأسد لهم، حيث يشعرون الآن بروح العداء والكراهية تجاهه بعد أن كان يتظاهر دائما بحماية 500 ألف فلسطينى يعيشون فى سوريا، معظمهم كانوا يعتبرون مخيم اليرموك حتى الآن موطنهم.ولفتت الصحيفة، إلى أن هجوم اليرموك يعتبر نقطة تحول للمسئولين الفلسطينيين البارزين فى لبنان، حيث نقلت الصحيفة عن قاسم حسن الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية فى صبرا وشاتيلا، قوله، "إننا نشم رائحة كريهة حيال هذا الأمر، لماذا حدث ذلك؟ لا نفهم الأمر حيث تتخذ المنظمة موقفا حياديا ولا تدعم أى طرف من الأطراف.وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة اليوم الأربعاء، فى مخيم اليرموك بدمشق، فيما استمرت حركة نزوح من تبقى من أهالى المخيم الذى يقطنه فلسطينيون وسوريون إلى المناطق المجاورة له، خصوصا فى الزاهرة القديمة والجديدة. وذكر شهود عيان أن الاشتباكات كانت على أشدها فى شارع الثلاثين وحيى التقدم والعروبة، فيما واصل الجيش السورى استقدام التعزيزات إلى مشارف مخيم اليرموك، استعدادا لاقتحامه، بينما قامت عناصره بإغلاق كافة الطرق المؤدية إليه.