أدان تقرير جديد حول اعتداء بنغازي وزارة الخارجية الأمريكية لإهمالها المخاطر التي أحاطت بالقنصلية الأمريكية هناك ولقصورها المنهجي في توفير الأمن للدبلوماسيين. وأدى الاعتداء الذي حصل في الحادي عشر من سبتمبر من هذا العام إلى مقتل السفير الأمريكي وثلاثة موظفين آخرين. ??التقرير وجد أن الأمن في قنصلية بنغازي لم يكن أولوية لدى وزارة الخارجية في واشنطن، وأنه تم إهمال طلبات القنصلية المتكررة لزيادة رجال الأمن هناك. لكن التقرير لم يجد أي دلائل تشير لمؤامرة تهدف لحجب الحقائق أو أي محاولة لتضليل الأمريكيين في وصف الإدارة للاعتداء كما كان الكثير من الجمهوريين قد اتهموها.?وقدم ثلاثة موظفين في وزارة الخارجية استقالاتهم بعد نشر التقرير. إحدى الموظفات المستقلات، تشارلين لامب، كانت مسؤولة عن الأمن الدبلوماسي و رفضت طلبات مكتب بنغازي المتكررة للمزيد من رجال الأمن.?التقرير أشار إلى أن مكتب بنغازي اعتمد بشكل متزايد على الحراس الليبيين و على موظفين غير متمرنين لشركة خاصة بريطانية?. ???الادميرال مايك مالين وهو عضو في لجنة التحقيق المستقلة التي أعدت التقرير قال "وجدت اللجنة أن التحضيرات الأمنية في بنغازي لم تكن كافية للخطر الأمني في المنطقة و غير قادرة أبدا على الرد على نوع الاعتداء الذي حدث تلك الليلة".??التقرير لم يلق اللوم على البيت الأبيض ولا على وكالة الاستخبارات المركزية، بل تركز بشكل أساسي على فشل وزارة الخارجية في استباق التحديات والأخطار التي أحاطت بالقنصلية الأمريكية، وعلى قلة التنسيق بين المسؤولين. أصدرت التقرير لجنة مستقلة شكلتها وزارة الخارجية وسلطت الضوء على مكتب الشرق الأدنى ومكتب الأمن الدبلوماسي.??جون باراسو و هو عضو جمهوري في مجلس الشيوخ قال تعليقا على التقرير "من الواضح أن القرارات التي اتخذت في وزارة الخارجية كانت سيئة. كان هناك فشل في القيادة على مستويات عالية".??التقرير لم يجد أي تقصير في الطريقة التي ردت بها الإدارة الأمريكية على الهجوم أثناء حدوثه- و نفى وجود مظاهرات أمام القنصلية قبل الاعتداء، كما نفى وجود معلومات استخبارية تشير بشكل محدد الى الاعتداء.??أربع وعشرون توصية قالت وزيرة الخارجية إنها ستلتزم بها، منها زيادة عدد القوات الأمنية في السفارات وإعادة هيكلة الإدارات في بعض المكاتب بالإضافة الى ضرورة وجود عدد أكبر من مسؤولي الأمن الذين يتحدثون اللغة العربية.??ويندي شامبرلين و هي سفيرة أمريكية سابقة و مديرة معهد الشرق الأوسط في واشنطن قالت إنها تأمل أن يعمل التقرير على الرد على الاتهامات الأولية ضد الإدارة بأنها حاولت تغطية دور القاعدة في العملية. ?"في نهاية الأمر، وجد التقرير أن الإرهابيين هم الذين يلامون لمقتل الدبلوماسيين" قالت شامبرلين.???المضاعفات السياسية للاعتداء حصلت وهزّت الإدارة الأمريكية. فالجمهوريون قالوا إن الإدارة وخاصة السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس، قد ضللت الأمريكيين في تشخيصها للاعتداء، بوصفه اعتداء عفويا حصل أثناء مظاهرة. رايس قالت لاحقا إنها كانت تعتمد على معلومات غير سرية توفرت لديها. الانتقادات المتكررة لرايس أدت الى سحب ترشيحها لمنصب وزيرة الخارجية.?