يشهد القطاع المصرفي في مصر، اهتماماً متزايداً من قبل البنوك الخليجية رغم حالة التوتر السياسي التي تشهدها الساحة المصرية حالياً، إلا أن هذه البنوك تراهن فيما يبدو على مرحلة عودة الاستقرار إلى مصر والتي ستدعم على الأرجح توجه مزيد من البنوك الخليجية للاستثمار في السوق المصرية. من جهته، عزا باسل الحيني، الخبير المصرفي والعضو المنتدب لبنك القاهرة سابقاً، في لقاء خاص مع قناة "العربية"، اهتمام المصارف الخليجية بالقطاع المصرفي المصري حالياً إلى عدة عوامل، منها أن الظروف الحالية في مصر تجعل السوق المصرفية المحلية في وضع جاذب للشراء، وليس للبيع، خاصة أن الحصول على رخصة مصرفية في مصر أمر ليس بالسهل.وقال "الأوضاع الحالية في مصر تجعل الأسعار التي تتم على أساسها الصفقات مغرية للمشتري، خاصة أن البنوك البائعة هي بنوك فرنسية لديها نوع من الضغوط لتسييل بعض الأصول المملوكة لها حول العالم".وأضاف الحيني "السوق المصرية بها فرص كبيرة في كافة القطاعات ستظهر بقوة عقب استقرار الأوضاع، خاصة في قطاع التجزئة المصرفية".وتابع "لا أتوقع أن يشهد القطاع المصرفي المصري صفقات كبيرة على بنوك أجنبية خلال الفترة المقلبة، ذلك لأن البنوك الأجنبية المتبقية في القطاع المصرفي المصري حالياً لا توجد عليها ضغوط تصفية أو بيع أصول، كما في حالة صفقة بنك سوسيتيه جنرال".وفي مؤشر على هذا الاهتمام الخليجي بالبنوك المصرية، قام بنك "الإمارات دبي الوطني"، بتوقيع اتفاقية نهائية مع بنك "بي إن بي باريبا" الذي يعد من أكبر البنوك الأوروبية، لشراء كامل حصته في "بي إن بي باريبا مصر"، البالغة 95.2% لبنك "الإمارات دبي الوطني"، مقابل مبلغ 500 مليون دولار.وتأتي هذه الصفقة بعد أيام قليلة من صفقة مماثلة أبرمها بنك "قطر الوطني" لشراء الوحدة المصرية لبنك "سوسيتيه جنرال" مقابل 2.5 مليار دولار.