تقرير - علي محمد:رغم عودة المنافسة في الليغا إلى الحياة مجدداً بتعثر الريال في المباراتين الأخيرتين و تقلص الفارق مع المنافس اللدود البرسا إلى 6 نقاط فإن هناك إثارة من نوع آخر لم تتوقف قط حتى وإن لم تعرها وسائل الإعلام الاهتمام ذاته. فبعد سنوات من سيطرة الأندية التقليدية على المراكز المتقدمة والمؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا يبرز هذا الموسم فريقان عقدا العزم على مقارعة الكبار و انتزاع بطاقة ثمينة قد تخول أحدهما – على الأرجح – من تمثيل إسبانيا في المحفل الأوروبي الأكبر على مستوى الأندية.و يحتل ليفانتي النادي المغمور القادم من مدينة فالنسيا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني حتى الان رغم إمكاناته المادية المتواضعة و خبرته القليلة في "دوري الكبار” نظرا لصعوده إلى الدرجة الأولى قبل موسمين إثر تحقيقه المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية 2010. ومنذ التعاقد مع المدرب خوان إجناسيو مارتينيز نهاية الموسم الماضي بدأ النادي صاحب أضعف ميزانية بين فرق الليغا بخمسة وعشرين مليون يورو فقط بصناعة فريق مخضرم وذلك بالتعاقد مع كل من أوسكار سيرانو و ديفيد نافارو بصفقات انتقال حر إضافةً إلى استقطاب بعض اللاعبين أصحاب الخبرة على سبيل الإعارة و هذا ما يفسر تصنيفه كصاحب أكبر معدل لأعمار اللاعبين. ورغم أن مستوى النادي تراجع بشكل ملحوظ عن بداية الدوري حين فجر مفاجأة من العيار الثقيل بتصدره الدوري في بعض الجولات، فإنه يبدو أن الفريق عاد إلى سكة الانتصارات مجدداً بفوزين متتاليين على فياريال و سوسيداد على التوالي, مع ذلك مازال المشوار طويل نحو أوروبا إذ سيضطر ليفانتي إلى خوض مباريات صعبة مع فرق تطمح للهدف نفسه وأولها ستكون أمام أوساسونا يوم السبت, إضافةً إلى مبارياته أمام اتلتيكو مدريد و البرسا الطامح إلى نيل اللقب.أكبر منافسي ليفانتي هو نادي لا يفوقه كثيراً في الشهرة و الشعبية وإن كانت قدرته المالية تحسنت كثيراً منذ شراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني للنادي، حيث استثمر ما يقارب المائة مليون يورو في شراء لاعبين كبار أمثال الهولندي نيستلروي و الإسباني كازورلا و البرازيلي بابتيستا إضافةً إلى مدرب الريال السابق بيليجريني.و رغم أن جدول الفريق أشبه بمباريات خروج المغلوب نظرا لازدحامها بالمواجهات المباشرة مع فرق تطمح هي الأخرى بتذوق طعم المشاركات الأوروبية مثل إسبانيول وأتلتيكو و أوساسونا. إلا أن وضعية الفريق تسمح له بمواصلة أحلامه الأوروبية إذ يعيش الفريق حالة رائعة في الجولات الأخيرة توجها بثلاثة انتصارات ساحقة و انتزاعه لنقطة ثمينة في السانتياغو برنابيو.تأهل أحد الفريقين – إن حصل – سيكون سابقة تاريخية نظرا لعدم مشاركتهما في دوري أبطال أوروبا على الإطلاق. و هو ما سيفتح الباب على مصراعيه لبقية فرق الليغا لكي تطمح بتكرار الإنجاز والتأهل إلى البطولة الحلم.